8 سنوات متبقية بين الأسوار يرافقها صراع مرير بين أسرة أضاعها، وأطفال يترقبون اليتم، وبين عقارب الساعة التي لا تمضي إلى نهايتها كي تعلن انتهاء فترة محكومية تمتد إلى عشر سنوات نظير التعاطي والتسويق. تفاقمت الأوجاع على الرجل البالغ من العمر 38 عاما بعدما اكتشف أن حياته الصاخبة تمضي إلى نهايتها الحتمية إذ اكتشف أنه مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز.. من أين التقطها لا يعلم ! في قسم العزل في أحد سجون عسير يقضي «م.ح» ساعات أزمته وثمن جنوحه وتهوره إذ صدر بحقه حكم قضائي بالسجن عشرة أعوام و1500 جلدة مع 50 ألف ريال غرامة، هاهي المصائب تترى عليه وتنزل عليه مثل السيل العرم، فأصبح يعد الأيام والليالي على جدار السجن في انتظار اكتمال المحكومية أو الرحيل فقد تدهورت صحته بعد أن أخذ الإيدز اللعين بتلابيبه، هزال مخيف وتوجس عجيب في انتظار اللحظة. يقول شقيق «م.ح»، كما ترون، هاهو أخي ينتظر مصيره إما إفراجا بانقضاء المدة أو رحيل لدنو الأجل. كان يوم إعلان إصابته بالمرض اللعين، مثل الكابوس الأسود، ضربت العواصف أسرته الصغيرة فانفصلت عنه زوجته، فصار أبا لأطفال أم مطلقة. في بادئ الأمر توقعنا أن ثمة خطأ في التقرير الطبي، لكن تقريرا شاملا صدر من مستشفى عسير المركزي أكد أن شقيقي مصاب بالإيدز، فتشتت أطفاله الثلاثة من حضن أب محكوم بالسجن مصاب بداء عضال. يمضي شقيق صاحب المأساة للقول «بعد فوات الأوان اكتشف شقيقي حجم الفاجعة التي يعيش فيها إذ دفع صغاره للعيش في أتونها، يقول إنه على استعداد لنصح كل شاب وشابة بالابتعاد عن مواقع الزلل والخطيئة وإدمان المدخرات.