ثمن أحمد أبو حورية أحد مشايخ قبيلة سنحان موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعم لأمن وسلامة ووحدة اليمن. وأفاد «أبو حورية في حوار أجرته معه «عكاظ» أن دور الشقيقة المملكة في حقن دماء اليمنيين لا ينكره إلا جاحدا، مؤكدا أن المبادرة الخليجية هي الحل الأمثل في نزع فتيل الأزمة في اليمن.. وإلى نص الحوار: • بصفتكم أحد مشايخ قبيلة سنحان التي ينتمي إليها الرئيس اليمني كيف تعاملتم مع الأزمة بين السلطة والمعارضة منذ بدايتها؟ في الحقيقة أن الرئيس اليمني أبدى مرونة في التعامل مع الأزمة منذ بدايتها، وطلب من بعض الشخصيات اليمنية أن تقوم بدور الوساطة ومن تلك الشخصيات اللواء علي محسن الأحمر والشيخ صادق الأحمر، والشيخ علي أحمد الرصاص، والعميد محمد يحيى الحاوري والشيخ عوض العولقي، حيث عقدت العديد من الاجتماعات مع كل الأطراف اليمنية لتقريب وجهات النظر مع المعارضة، ولكن للأسف كل طرف تمسك بموقفه، ومضت الأيام وتعقدت الأمور، وتغيب الوسطاء عن الصورة بعد قناعتهم أن الوضع أصبح معقدا، ماعدا الشيخ صادق الأحمر الذي واصل مهمة الوساطة دون أي انحياز مع طرف، وتعززت الوساطة من جديد بدخول شخصيات اجتماعية على الخط منهم الشيخ ربيش كهلان والشيخ محمد الرويشان لتهدئة الأوضاع وحاولوا جهدهم إلا أن الوضع ازداد تأزما ووصل إلى درجة خطيرة. وثم ظهرت المبادرة الخليجية على السطح التي طرحت عن طريق أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الطيف الزياني، والتي اعتبرناها خطوة جيدة لحقن دماء اليمنيين. وفي الحقيقة أن المبادرة الخليجية في معظم بنودها منبثقة مما اتفقنا عليها في منزل نائب الرئيس اليمني التي كنت أحد الوسطاء والموقعين عليها، إلى جانب عبد الكريم الأرياني وعبد الله بن عبد القادر هلال واللواء علي محسن، ولكن حدثت بعض التباينات في وجهات النظر، حيث رغب الرئيس أن يتم التوقيع على المبادرة الخليجية في دار الرئاسة، ورفضت المعارضة هذا الطرح وعدنا إلى نقطة الصفر. • ماهو تقييمكم للمبادرة ودورها في حل الأزمة؟ كما ذكرت إن المبادرة الخليجية جيدة وتحتاج إلى آلية لتنفيذها. • كيف تنظرون إلى الاعتداء على مسجد النهدين الذي أدي إلى إصابة الرئيس وعدد من أركان الحكومة؟ هذا الاعتداء مستنكر ومرفوض تحت أي ظرف من الظروف، وقبيلة سنحان استنكرت ذلك بشدة، وأزعم أنني شخصية محايدة، ولست طرفا في هذه الأزمة وهدفي هو الإصلاح وإنهاء الأزمة للحفاظ على مكتسبات اليمن، ولكن الاعتداء على رموز الدولة أو أي شخصيات أخرى مرفوض إطلاقا، وأتمنى أن تحكّم جميع الأطراف اليمنية العقل والحكمة اليمانية، وتعمل على الحفاظ على اليمن؛ لأن البلاد لا تتحمل الحروب وظروفها الاقتصادية صعبة جدا. وإنني على يقين أن الأزمة الحالية لن تصل إلى مرحلة الحرب الأهلية، كما يتحدث عنها البعض، والحرب الأهلية غير واردة ولن تحدث، فاليمنيون عقلاء، ولن يصلوا إليها. والذي نأمله من الشخصيات الاجتماعية والمثقفين والسياسيين اليمنيين بأن يكون لهم دور في الإصلاح والتصالح ومبدأ عفى الله عما سلف، ولا يزال الأمل قائما لعودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق رغم ما حصل من خلافات في وجهات النظر. • في رأيكم من هي الجهة التي تقف وراء الاعتداء على الرئيس اليمني وأركان الحكومة؟ اسمح لي أن أقول إنه من الصعوبة أن يقوم بهذا العمل إلا جهة لديها القدرة الكافية والمعلومات والتقنية، وأترك الإجابة على نتائج التحقيقات دون الدخول في التفاصيل. • باعتباركم من الشخصيات القبلية المعروفة أين دور القبيلة في التوافق بين أبنائها المختلفين خاصة الرئيس اليمني واللواء علي محسن الأحمر؟ في رأيي الشخصي أن من أخطر الأحداث التي وقعت هو إعلان قائد الفرقة أولى مدرع علي محسن الأحمر انضمامه إلى المعتصمين، ورغم ذلك استمرت الوساطة وقامت القبائل التي ينتمي إليها الرئيس بوساطة بحق الأهل والقرابة للمقاربة بين وجهات النظر، ولكن كان الوقت متأخرا؛ لأن هناك دماء أريقت. وبحكم تفاؤلي دائما، اعتقد أن هناك بصيص أمل لحل الأزمة، بشرط أن تنضم شخصيات لها وزنها وكلمتها مع القبائل، وترمي بثقلها لإعادة العلاقة بين الرئيس وعلى محسن الأحمر. • كونكم كنتم موجودين مع قائد الفرقة أثناء قيام وسطاء بني بهلول وما قيل عن محاولة اغتيال اللواء علي محسن الأحمر؟ في الواقع إن الوساطة التي جاءت من قبائل بني بهلول بشكل مستقل، وكنت موجود حينها عند علي محسن وطلبوا الدخول وكانوا بالعشرات، وسمح علي محسن لبعض منهم بالدخول، إلا أنهم أصروا أن يدخلوا جميعهم، وطلب على محسن بأن أكون معه، وأثناء الخروج كنا على مقربة من البوابة ونمشي على الأقدام وبعد النزول من السيارات سمعنا أطلاق نار من قبل جهات لم نعرفها، ويبدوا أنه كان ضمن الأشخاص مكان، أناس مدسوسين غير الوسطاء وهم الذين أطلقوا النار وتسببوا في حدوث الارتباك. • هل هناك جهات تحاول زرع الفتنة وجر الرئيس إلى مواجهات مع المقربين منه؟ نعم هناك البعض الذين يعملون لإحداث الفتنة. • من هم؟ كلامي واضح ولا أرغب في الدخول في التفاصيل. • ماذا حدث في بيت زعيم قبيلة حاشد أثناء وجودكم فيه لغرض الوساطة؟ في الواقع أن إطلاق النار أثناء وجودنا في منزل الأحمر كان مكثفا، وتحدثت شخصيا مع الرئيس أثناء عملية تبادل إطلاق النار من منزل الأحمر، وعندما تندلع المواجهات تسقط القذائف من كل مكان. • ما المخرج من الأزمة بنظركم؟ المخرج يكمن في وضع مصلحة اليمن فوق أي اعتبار وإنهاء الكبرياء والضغون وعدم التعالي والخضوع لمنطق العقل والحق والحكمة، وتمكين المحايدين للتحرك لتقريب وجهات النظر عندها ستنتصر الحكمة اليمانية على المصالح الشخصية. • كيف تنظرون إلى المستقبل بعد كل هذه الجروح والمآسي؟ البذرة الطيبة موجودة ونعترف أن هناك خلافات متجذرة؛ ولكن هناك رغية في الحل؛ لأن هناك قدرات يمنية وطنية قادرة على النهوض من سباتها لتبرهن في أهليتها ودورها في حقن دماء اليمنيين.