على أصوات زخات المطر والهواء العليل والطبيعة الساحرة، خصص معرف قرية ربوع الصفح التابعة لمحافظة المندق في منطقة الباحة سعدان بن علي (85 عاما) جلسة دائمة أمام منزله في تقاطع القرية، حيث يجتمع مع عدد من أهالي قريته والقرى المجاورة، حيث يتنوع الحديث ويتشكل ليشمل هموم وشؤون القرى واحتياجاته من الخدمات الضرورية. ورصدت «عكاظ» قواسم مشتركة بين أعضاء المجلس المؤلف من 10 أشخاص في المتوسط، سواء في الأعمار وحتى الآراء والأفكار، الحديث الشيق يتواصل من الرابعة عصرا وحتى صلاة المغرب ينفض بعضها السامر وينصرف الجلساء كل في سبيله. طمر الأشياب وهنا قال المعرف سعدان بن علي: نتبادل في هذا المجلس المعلومات والأفكار ونتحرى أخبار الأصدقاء والأقارب والقرى الأخرى، فضلا عن الأمطار التي تهطل في بعض المناطق وما تسببه من سيول وفيضانات أحيانا، واليوم نناقش مشكلة شيب المياه الذي توقف عن الضخ بعد تعرضه للدمار نتيجة الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها المنطقة قبل نحو شهرين أو أكثر وطمرت الأشياب الواقعة أسفل الجبل بالرمال والطمي، ونتج عنه انقطاع المياه عن القرية، ولأهمية الموضوع شهدت القرية توجيها من سمو أمير المنطقة إلى وكيل الإمارة المساعد في الباحة بزيارة القرية وجاء ووقف على المشكلة ووعد بحلها بصفة عاجلة. هموم مشتركة من جهته، أكد صالح بن جمعان الزهراني من قرية الجماجم على أهمية المجلس، وقال: مجلسنا هذا يعد من أهم المنابر التي نتبادل من خلاله الآراء والأفكار والمقترحات التي تهم قرى المنطقة، ولم تقتصر جلساته على أيام معينة، بل هي متواصلة على مدار العام، وأكثر الأمور التي يتم تناولها هنا هي خدمات السفلتة والإنارة، فهذه الخدمات لم تصل قرانا منذ أكثر من 20 عاما، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمنت والشعير، وهي في مجملها هموم مشتركة لابد من التحاور والمناقشة بشأنها. ندرة المياه ويشغل أمر تشغيل أشباب المياه بال عيد يحيى خميس الزهراني من قرية ربوع الصفح، حيث قال: تشغيل مياه الشيب زالت الكثير من متاعبنا، لكن عندما تعرض المشروع الذي يخدم العديد من قري بلخزمر للعطب، أصبحنا ومنذ شهر نعاني بشدة من ندرة المياه، ولأهمية هذه المشكلة وحتى نتغلب عليها خصصنا قطعة أرض تبرع بها مواطن لإقامة الشيب، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل خصصنا مساحة من الأرض لإنشاء مركز للدفاع المدني، فضلا عن تخصيص قطعة أرض أخرى لإقامة مركز للشرطة في مركز بلخزمر بديلا عن المبنى المستأجر. أعمار متقاربة ووصف أحمد صالح بدران الزهراني من قرية ربوع الصفح المجلس، أنه يعزز الحميمة بين الجلساء، خصوصا أن جميع من في المجلس في أعمار متقاربة، وقال: نجتمع هنا للسؤال عن الأحوال المحيطة، ونتابع أهم الأحدث والقضايا في القرى ونحاول إيجاد الحلول لبعض المشاكل التي تطرأ هنا أو هناك. وزاد: مجلسنا يخلو من الشباب؛ لانشغالهم بكرة القدم في مثل هذا الوقت من النهار أو لانشغالهم بالمذاكرة أو يكونون في سفر إلى خارج المنطقة، وكم نفرح عندما نرى أحد شباب القرية يستعد للزواج في ظل معرفته بمقدار المهر بعد اتفاق القرى على تحديد مهر البنت البكر ب50 ألف ريال والثيب ب40 ألف ريال. حركة الحافلات وهنا يمسك بالحوار أبو محمد ويقول: نعاني من تقاطع ربوع الصفح الذي نفذ من قبل بلدية المندق والذي يعيق حركة الحافلات ويتسبب في حوادث مرورية أحيانا، لذلك نتمنى أن يهتم أصحاب العلاقة بهذه المشكلة حتى لا نفقد الكثير من أبناء المنطقة الذين ننتظر منهم الإسهام في المجتمع. انهيار الأتربة إلى ذلك، أرجع الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة الباحة الرائد جمعان دايس الغامدي، أسباب توقف أشباب المياه في قرية ربوع الصفح إلي انهيار كميات من الأتربة من سفوح الجبال نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة في وقت سابق من العام الجاري. وقال: تم الاتفاق مع مندوب المياه لتغيير الموقع الحالي ولا زال البحث جاريا عن موقع مناسب؛ حفاظا على سلامة الجميع. وأضاف الغامدي قائلا: فيما يتعلق بإنشاء مركز للدفاع المدني على قطعة الأرض التي تسلمتها الإدارة من الأهالي، فهناك أولويات في إنشاء مثل تلك المراكز، خصوصا أن مركز الدفاع المدني الحالي لا يبعد عن قرية ربوع الصفح سوى سبعة كيلو مترات، ويغطي تلك القرى في حال وقوع أي حوادث.