في وقت واصل المواطنون السوريون فرارا جماعيا من مدينة جسر الشغور إلى تركيا تحسبا لعملية عسكرية واسعة النطاق للقوات الحكومية، عقد مجلس الأمن الدولي البارحة جلسة لمناقشة مشروع قرار بريطاني فرنسي يدين «قمع» الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن عدد الوافدين من سوريا إلى تركيا وصل أمس إلى 351 شخصاً، بينهم 122 دخلوا الأراضي التركية الليلة قبل الماضية، وتم نقلهم بحافلات صغيرة تابعة لمنظمة المساعدة التركية إلى مخيم خاص. وما يزال سوريون آخرون عند الحدود بين البلدين. كما دخل 47 سوريا آخرون إلى تركيا من بلدة يايلاداغي. وأعلنت السلطات التركية أن حدودها ستظل مفتوحة أمام السوريين، مبدية خشيتها من ازدياد عدد اللاجئين بعد وصول نحو 550 سوريا منذ بداية الحركة الاحتجاجية في بلادهم في منتصف مارس. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن قوات عسكرية شوهدت على بعد 15 كلم من جسر الشغور، موضحا أن السكان يواصلون الفرار خشية عملية عسكرية كبيرة في المدينة التي باتت مقفرة. وأعرب رئيس المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة أنطونيو غوتييريز عن قلقه البالغ حيال ازدياد عدد السوريين الذين يفرون من أعمال القمع. وفي مدينة حمص دخلت دبابات أحياء عدة سبقت أن شهدت تظاهرات، وفق ناشط سوري. وفيما يتردد أن روسيا قد تستخدم حق النقض «الفيتو» لعرقلة مشروع القرار البريطاني الفرنسي في مجلس الأمن حذر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون قائلا: «إذا صوت أحد ضد مشروع القرار أو حاول استخدام حق النقض ضده، عليه أن يتحمل وزر ذلك». وعلى صعيد الاحتجاجات دعا ناشطون سوريون على الإنترنت إلى التظاهر مجدداً غدا الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في ما أطلقوا عليه اسم «جمعة العشائر». ورفعوا شعار «العشاير مع كل ثائر». من جهة أخرى، أجمع ناشطون ومحللون على أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يلجأ في المرحلة الراهنة بشكل متزايد إلى أخيه قائد اللواء الرابع في الحرس الجمهوري ماهر الأسد، الذي قد يكون لوحدات النخبة التابعة له دور حاسم في مسألة بقاء الحكومة السورية الحالية.ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن بسام بيطار، وهو دبلوماسي سوري سابق يعيش حاليا في فيرجينيا، قوله إن ماهر الأسد يسيطر على جهاز الأمن السوري ما يجعله «الأول في مركز القيادة وليس الثاني». وأشار إلى انه «منذ طفولته، كان يعرف عن بشار الأسد في العائلة أنه الأضعف وذو شخصية مترددة»، مضيفا «أنا أظن أحيانا أن بشار يعني ما يقوله عن الإصلاح، لكن أخاه لن يقبل بذلك».