مقتل ثلاثة موظفين في منطقة الباحة، بلدية بلجرشي على يد أحد زملائهم، ظلت لفترة طويلة حديث مجالس المدينة، ومواقع الإنترنت لتشغل الناس وتستحوذ على اهتمامات المجتمع، لمعرفة أسبابها ودوافعها التي لم تعرف حتى الآن. وتعود تفاصيل الحادثة والتي وقعت قبل أربع سنوات، عندما تبلغت الأجهزة الأمنية في المنطقة عن حادثة قتل شنيعة ومرعبة، اهتزت لها أركان المدينة واقشعرت لها الأبدان، لهول الفاجعة وفداحتها؛ فأول خيوط الجريمة بدأت من قسم الصيانة والحركة التابع لبلدية بلجرشي، والذي يبعد عن مبنى ومقر البلدية بنحو 5 كيلو باتجاه طريق العسلة، كما يرويها شاهد العيان إنه وفي حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا، أوقف الجاني سيارته خلف دورة المياه القريبة من مكتب السائقين والميكانيكية، وفيما كان المجني عليه الأول متجها لسيارته أطلق الجاني عليه رصاصتين سقط إثرهما أرضا، وأضاف شاهد العيان، كنت في تلك اللحظات برفقة الضحية الثانية على بعد أمتار فاتجه نحونا ثم قال لي: أبعد يا عم «علي»، ودفعني بمقدمة الرشاش فحاولت منعه من التصويب على الضحية الثانية وقلت له «اتق الله، تعوذ من الشيطان»، لكنه لم يستجب وأقسم إن لم أتراجع فإنه سيطلق علي النار، وما إن خطوت بضع خطوات حتى أطلق النار على الضحية، ثم عاد مرة أخرى للضحية الأولى وهو ملقى على الأرض فأجهز عليه برصاصتين أخريين. ويتابع العم علي حديثه قائلا: عقب ذلك عاد الجاني من خلف مكتب السائقين وكان المجني عليه الثالث يقف على عتبة الباب، فأطلق عليه رصاصة اخترقت رقبته، ثم عاد وسأل عن اثنين آخرين هما (ع. ق) و (أ. أ)، لكنني صرخت فيهما أطالبهما بالهرب، وقد تمكن أحدهما من الفرار من الموقع كما هرب بقية الموظفين، فيما كان الشخص الآخر متواجدا في مكتب رئيس الحركة. وقال العم علي في تلك اللحظات، أسرعت وأغلقت الباب وسحبته معي لنختبئ تحت طاولة المكتب، لكنه لاحظنا وأطلق 13 رصاصة عشوائية من خلال النافذة، وكان يهدف من ذلك خروج (أ. أ) من تحت الطاولة، لكنني أمسكت به حتى نفد الرصاص. وأوضح العم علي، أنه كان بإمكان الجاني إصابة الموظف المقصود وقتله أيضا، لكنه تراجع عن إطلاق النار باتجاههم عندما علم بوجودي معه تحت طاولة المكتب، ولفت أن الجاني قال للعم علي بعد أن فرغ سلاحه من الرصاص وأمسك به زميل آخر «لو ما خفت عليك لأطلقت النار عليه». وحول ما إذا كان بين المجني عليهم والجاني خلافات سابقة أكد العم علي، أنه لم يلحظ أية إشارات لذلك في محيط العمل، وأنه لا يعلم ما إذا كان بينهم سوء فهم أو خلافات خاصة، مشيرا إلى أن الجاني كان يستهدف خمسة من زملائه، وقد تمكن من قتل ثلاثة منهم فيما نجا آخران، بدليل أنه صادف أكثر من شخص في طريقه ولم يكن يحول بينه وبينهم أي شيء ومع ذلك لم يعترضهم. وهذا وقد نفذ في الأيام القليلة الماضية، حكم القصاص على الجاني، والذي لم يعرف حتى الآن دوافع الجريمة وحيثياتها.