تزدحم الساحات المجاورة لصندق التنمية العقارية في أبها مع إطلالة المساء بالكثير من المركبات، أسرار هذه المركبات يكشفها عدد من المواطنين الذين أكدوا ل «عكاظ» انهم يضطرون الى المبيت في سياراتهم بجوار مبنى الصندوق، حتى يتمكنوا في الصباح الباكر مع عودة الموظفين من الحصول على رقم لإنهاء إجراءاتهم بسرعة، نظرا لأن ردهات الصندوق في الصباح الباكر تعج بأعداد كبيرة من طالبي القروض الذين لا تسعفهم ساعات الدوام من انجاز معاملاتهم، نظرا لقلة الكوادر العاملة في هذا المرفق الذي يخدم كامل منطقة عسير. وفي هذا السياق، اكد محمد بن غندف وهو يحاول إزالة آثار السهر من عينيه «حينما حضرت الى البنك في المرة الاولى يوم الأحد الماضي وهو اليوم المخصص لأصحاب الأراضي الكائنة في خميس مشيط فقط، لم أتمكن من انهاء معاملتي والحصول على القرض بسبب كثرة المراجعين داخل وخارج البنك، فقررت المبيت داخل مركبتي من أجل الحصول على رقم أتمكن بواسطته من انهاء ولو جزء من معاملة الحصول على القرض». قلة الموظفين ومن جانبه، قال: سلطان العاصمي إن عدد الموظفين الذين يقومون بخدمة المئات يوميا لا يتعدى 2 فأحدهما مهمته نقل القروض والآخر يقوم بانهاء قروض المدينة وهذا العدد من الموظفين لا يكفي لانهاء أعداد تفوق ال300 مراجع يوميا، حيث يمكث المراجع الواحد عند الموظف نحو نصف ساعة ما يؤدي الى عدم انجاز الكثير من المعاملات في اليوم الواحد. دورات الاتيكيت وشكا مرعي الشهري مما أسماه التعامل الجاف الذي يجدونه من بعض موظفي الصندوق وطالب بانخراطهم في دورات تثقيفية في كيفية التعامل مع شرائح الجمهور من المراجعين، قائلا «ليس كل مراجع يتمكن من ضبط أعصابه حينما تستفزه تصرفات بعض الموظفين». حالة إنسانية أما سالم الشهراني فقد أذهله ما وصفه بقسوة أحد الموظفين في صندوق التنمية بأبها، يقول سالم «حضر رجل كبير في السن وأبرز بطاقة زراعة عضو داخل جسده وطلب من موظف الصندوق تقدير حالته الصحية، حيث إنه أجرى عملية زراعة قبل فترة وجيزة ولا يستطيع الانتظار واقفا في طابور المراجعين الطويل، فما كان من الموظف الا ان قال له خذ رقما وانتظر مثل بقية المراجعين، فانصرف الرجل المسن وهو يتمتم بعبارات لم أفهم منها سوى عبارة (حسبنا الله ونعم الوكيل)». وتمنى الشهراني أن يتم تقدير بعض الحالات مثل كبار السن وأصحاب العاهات والامراض. ومن جانبه، استغرب فيصل اليزيدي من تخصيص يوم واحد لطالبي القروض من سكان خميس مشيط وهو الأحد وسكان أبها يوم السبت وتخصيص باقي الأيام للمراكز والهجر الاخرى التابعة لمنطقة عسير, مطالبا بوضع الكثافة السكانية ومساحة المدينة السكنية في الاعتبار وذلك بزيادة أيام صرف القروض لسكان أبها وخميس مشيط نظرا لكثرة المراجعين من هاتين المدينتين مقارنة بالمراكز الأخرى التابعة لعسير. وفي سياق متعلق بالموضوع، كشف المهندس عوض بن محسنة مدير صندوق التنمية العقارية في أبها أن هناك آلية لصرف القروض يجب العمل بها، كما أن عدد المتقدمين للصندوق في منطقة عسير كبير جدا ولذلك جرى تقسيم أيام الأسبوع على عدد المحافظات والمراكز التابعة لها تفاديا لحدوث الازدحامات. وأضاف: يجب على المراجعين التقيد بالمواعيد لأن ذلك من شأنه إنهاء اجراءات صرف القروض في انسيابية ونظام.