رأى وكيل وزارة التربية والتعليم السابق الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان أن دمج طلاب وطالبات الصفوف الأولية في التعليم ربما يعود إلى أن معظم المعلمين شباب يفتقرون للمشاعر الأبوية أثناء التعامل مع الأطفال، وأن الحاجة ماسة للمربي الأرقّ وهي المرأة مطالبا بإحسان الظن وعدم التحسس من تعميم التجربة على بقية الصفوف. ولفت الثنيان إلى أن سبب تدني مستوى الطلاب بعد تطبيق التقويم المستمر يعود لضعف المعلم وعدم حزمه مبينا أنه شريك في إشكالية حصول الطلاب على درجات عالية في صفوفهم الثانوية وإخفاقهم في اختبار قياس القدرات إضافة إلى أن استرخاء الطالب وعدم جديته سبب في ذلك، مؤكدا أن وزارة التربية ركزت على الجانب الكمي في بداية مراحل التعليم حتى تطور الجانب النوعي عام 1407ه عندما أصدر مجلس الوزراء قرارا بمنع مزاولة مهنة التعليم لمن مؤهلاتهم أقل من الشهادة الجامعية لأن المعلم يقابل 100 عقل يوميا هي أهم من وظيفته التي اقترح ضرورة تهيئته لها عبر إلحاقه بدورة دبلوم بعد الجامعة يتعلم من خلالها ما يتعلق بالبيئة التعليمية كما يحدث في دول متقدمة. وروى الثنيان خلاصة تجربته التي جاوزت ربع قرن في وزارة التربية والتعليم أثناء حديثه إلى خميسية الشيخ سعد بن عبدالله بن غنيم في محافظة الدلم مساء أمس الأول، وكشف عن أنه تركها قبل عشر سنوات وميزانية النقل فيها لقطاع البنين لا تقل عن 100 مليون ريال سنويا فيما كانت تصرف مكافآت اغتراب تصل ل600 مليون ريال في ذلك الوقت للطلاب الذين يصلون من أماكن بعيدة لمدارسهم معيدا باب فشل مشروع التعليم المطور في بدايته لعدم ضبط نظام الساعات في الجامعات، وأشار إلى أنه يحن للتعليم ولا يهوى جلد الذات الذي يصيب المجتمع بالإحباط معربا عن قناعته في أن مشكلة التعليم ليست في المناهج بقدر ما هي في أدوات البناء مفندا ذلك بأن نسبة الطلاب الذين أخفقوا في الابتعاث لا تتجاوز 5 في المائة حسب إحصاءات وزارة التعليم العالي ما يبرئ المناهج على حد تفسيره، مشددا على ضرورة أن يفخر المجتمع بما لديه ويثق بما عنده لأن الأنهار تجريها قطرات المياه وبالتالي فإن هنالك حاجة لكل مواطن في البلد. وأوضح أن الفرق بين مخرجات التعليم في المملكة ومخرجاته في دول كاليابان وكوريا الجنوبية وفنلندا وتركيا يعود إلى أن المعلمين هناك لا يسابقون طلابهم في الانصراف من المدرسة إذ يخرجون بعد آخر طالب أما عن بيئتهم التعليمية فالمعلمين والطلاب شركاء في نظافة الفصول وأماكن الأنشطة وأدوات النظافة موجودة في أدراج الطلاب المخصصة لهم. وذكر الثنيان موقفا حدث له مع أحد اليابانيين في مؤتمر تعليمي في الأردن انعقد قبل شهر عندما قال الياباني إنهم في اليابان ثروتهم فوق أكتافهم وغيرهم ثروتهم تحت أقدامهم فرد عليه قائلا إن ثروتنا فوق أكتافنا وتحت أقدامنا.