تغيرت موازين القوى بين السلطة والقبيلة التي كانت في السابق الداعم والمساند الأول للدولة وللرئيس علي عبدالله صالح شخصيا منذ عام 1978م وعمد إلى توطيد علاقته بهم وتوظيفهم في كافة هيئات الدولة ومعسكراتها. وتمتلك كل قبيلة يوجد على أرضها معسكر ما نسبته 70 في المائة من عدد أفراد المعسكر من أبنائها. فالقبيلة تمثل الجزء الأكبر في الدولة وصاحبة اليد والسلطة في جميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، وفي حالة وجود أي خلافات في السلطة تعمل القبيلة على استدعاء أفرادها من المعسكرات حيث يقوم شخص واحد بإبلاغ أحد أفراد القبيلة الذي يتولى إيصال الرسالة إلى الجميع مما يجعل المعسكرات مشلولة. وتشكل قبيلة حاشد الرأس الأكبر في الدولة، تليها قبيلة بكيل وعدد من القبائل، وكان الرئيس علي عبدالله صالح يعمل طلية الفترة الماضية بدعم من عدد من المشايخ والأعيان والقبائل. وتشكل القبيلة الركيزة الأساس التي استند عليها نظام الرئيس علي عبدالله صالح وقد أدت تخلي القبيلة عن السلطة ودعمها للثورة جعل الدولة تفقد سيطرتها على بعض المحافظات والقوى القبلية التي ظلت خارج إطار السلطة أمثال محافظات صعدة والجوف ومأرب وشبوة وأبين وحضرموت والبيضاء، ومناطق القبائل خارج صنعاء، فيما تقسمت العاصمة صنعاء إلى أشبه بمقاطعات إحداها يسيطر عليها علي محسن الأحمر قائد الفرقة أولى مدرع الذي أعلن تأييده للثورة الشبابية مستحدثا أكواما من التراب على مقربة من منزل نائب الرئيس شاملاًحي مذبح والجمعة وأجزاء من الحصبة فيما تسيطر قبائل الأحمر على الحصبة ومناطق أخرى. وشكلت القبيلة ضربة أولى للنظام اليمني حينما أعلنت قبائل حاشد وجزء من بكيل بقيادة الشيخ أمين العكيمي، وشيخ مشايخ البيضاء علي عبد ربه العواضي تأييده للثورة وزيارتها لساحة التغيير بصنعاء هاجس مخيف جعل الرئيس علي عبدالله صالح يقدم تنازلات كبيرة لكن تلك التنازلات توقفت حينما شعر الرئيس بأنه لا يزال يمتلك شعبية. وتساند قبائل كثيرة محيطة بصنعاء تتبع قبيلتي حاشد وبكيل الثورة منها قبيلة أرحب التي منعت اللواءين 61 و62 من الحرس الجمهوري من التوجه بالأسلحة الثقيلة والدبابات إلى صنعاء في الأيام الماضية خشية استهداف أبناء تلك القبائل المتواجدين في ساحة التغيير. كما أعلنت قبائل نهم التي فقدت أحد شخصياتها القبلية في منزل الشيخ صادق الأحمر البارحة الأولى وسفيان وهمدان وخولان، وقبائل الحيمة وعيال وسريح بالإضافة إلى بني بهلول وبني حشيش وبني مطر وعيال يزيد وقبائل الحدأ، دعمهم للثورة كانت بمثابة الصدمة الكبيرة للسلطة اليمنية التي أصبحت محصورة بين شوارع محدودة في العاصمة صنعاء وهي الستين وحي الرئاسة وباب اليمن وشارع تعز وحي الشيرتون الذي يطل عليه جبل نقم أحد الجبل التي تتمركز فيها قوات من الحرس الجمهوري. ولعل حدوث انشقاقات في أوساط قبيلة سنحان ذاتها يشكل خطرا كبيرا على السلطة بعد أن أعلن شيخها أبو حورية تأييده للشباب، وكذلك رفض عبدالإله القاضي الذي تربطه بالرئيس علاقة نسب كبيرة إضافة إلى أنه كان قائدا للواء العند بمحافظة عدن.