تحلق أكثر من 30 مكتبا عقاريا متنقلة يوم أمس بالقرب من المزاد الكبير الذي تشهده العاصمة المقدسة في هذه الأيام على أكبر مخطط يتم طرحه في مكةالمكرمة. وقام أصحاب هذه المكاتب ببناء مكاتبهم من الهناجر وأوصلوا التيار الكهربائي لها، وبدأوا ينتظرون نهاية المزاد بفارغ الصبر حتى يقوموا بإعادة البيع والشراء لقطع هذا المخطط الذي سيطر عليه 50 شركة وائتلافا عقاريا على شكل تكتلات؛ مما أدى إلى مغادرة البسطاء الذين يبحثون عن شراء مساكن لهم. وقد بدأ المزاد أمس الأول بالبيع بالبلك ثم نصف البلك، وخصصت بعض القطع ذات المواقع الاستراتيجية للمزايدة عليها، حيث تراوحت أسعار المتر المربع ما بين 1300 و2400 ريال للمتر المربع، إذ كان التنافس قويا بين الشركات والائتلافات العقارية التي كان أغلبها من خارج مكةالمكرمة، حيث قدرت بنسبة 60 في المائة من المشاركين في المزاد. وقد بلغت إيرادات بيع اليوم الأول قرابة 300 مليون ريال، حيث بيع ما يقارب 30 في المائة من قطع المخطط، وسيتم استكمال المزاد طيلة الأيام المقبلة حتى يتم بيع كامل المخطط الذي تبلغ مساحته مليونا و400 متر مربع، ويبلغ عدد قطعه قرابة ألف قطعة يتوقع أن تبلغ إيرادات بيعها مليارا و400 مليون ريال، وقد كلفت الحملة الإعلانية التي سبقت بيعه قرابة أربعة ملايين ريال وقيمة السعي تصل إلى 35 مليون ريال. وفي الوقت نفسه الذي كانت الشركات العقارية تتنافس على شراء البلكات والقطع المهمة، كان هناك تنافس من نوع آخر، حيث تواجد في المزاد بعض فاعلي الخير الذين كانوا يبحثون عن المساجد المحددة في المخطط للقيام ببنائها وتعميرها وذلك بالتنسيق مع مطور المخطط. كما أن مندوبي البنوك المحلية كانوا متواجدين في المزاد رغبة منهم في تقديم أكبر خدمة لعملائهم المشاركين في المزاد. مطور المخطط العقاري محمد المحيسني أشار إلى أن الإقبال كان متميزا ووفق ما خطط له، حيث كان عملنا مبنيا على دراسة واضحة، وقد كان الإقبال -ولله الحمد- متميزا حيث اخترنا وقتا مناسبا لطرح بيع المخطط، كما أن موقع المخطط على الطريق الدائري الرابع وقربه من المسجد الحرام والمشاعر المقدسة زاد من الإقبال عليه، فمكةالمكرمة بلدة مباركة وهي التي يلجأ إليها الناس بأموالهم في وجود أية ازمة. وعن ارتفاع الأسعار، قال إن الاسعار معقولة رغم أن المزاد لا تستطيع أن تفرض سعرا معينا، فالمزاد عرض وطلب، ولكننا حريصون على أن تكون الأسعار معقولة وغير مرتفعة.