بمجرد أن تدلف إلى ساحات الحرم المكي الجنوبية من أي الاتجاهات، يستوقفك مشهد تجمع أكثر من 12 ألف عامل يعملون في مشاريع توسعة الساحات الشمالية الجديدة للحرم المكي ومشروع جبل عمر وقد خلعوا خوذات وجوارب وأحذية العمل لأداء الصلوات في الحرم المكي وعلى مدار الساعة، حاجزين مساحة تزيد على عشرة آلاف متر مربع. وتحولت الساحات الجنوبية إلى ملتقى عمالي يجمع العمالة من ثماني دول حول العالم، تتخصص في مجالات البناء والتشييد والفنيين. ويقول العامل المصري سيد دسوقي إن رغبته في عدم مضايقة المصلين والمعتمرين بروائح ملابس وجوارب العمل دعاهم إلى الجلوس في الساحات؛ تقديرا لمهابة البيت وإجلالا لمكانته. فيما يوضح العامل السوداني عبدالله نمير أن رسالة جوال قرأها صادرة عن مشروع البلد الحرام أشعلت في داخله قيمة التعظيم. وطالب العمل بتوسيع دائرة التوعية بتعظيم البيت الحرام من خلال تكثيف التوعية وبلغات العمال عن سبل عدم التدخين وتحري النظافة الشخصية وتجاوز الملاسنات الخلافية والجدال والسباب خاصة وأن ثمة عمالة تمارس التدخين أسفل الساحات. في حين، أن العامل البنجالي محب الرحمن، وهو عامل بناء، طرح فكرة توزيع مطويات ووضع لوحات إرشادية بنشر قيم التعظيم كون أن فئات كبيرة من العمالة لم تستشعر بعد هذه القيمة. ساحات الحرم الجنوبية باتت استراحة مؤقتة لعمال شركات تنفيذ المشاريع العملاقة في مركزية مكة من خلال تجاذب أطراف الحديث وتناقل أخبارهم الاجتماعية في حين أن أحداث البلاد العربية سيطرت بجلاء على اهتمامات العمالة العربية.