للأسف الشديد البعض يخلط بين إبداء الرأي أو المطالبة بما يراه من حقوق وبين فرض الأمر الواقع، فمن حق أي إنسان أن يبدي رأيه ومن حقه أيضا أن يطالب بما يرى أنه حق من حقوقه عبر الوسائل المشروعة لا أن يقوم بأخذ حقه بيده أو بقيامه بمحاولة فرض أمر واقع فهنا تكون المخالفة والتي قد ترقى إلى جريمة. فطالما نعيش في دولة لها سيادتها فيجب احترام قوانينها ومن له رأي فيحق له إبداءه دون تجريح بالآخرين، ومن له مطالبة فليتقدم بها فإما أن يؤخذ بها ويتم تعديل القانون بشكل نظامي، وإما أن لا يؤخذ بها ويظل احترام القانون السائد هو الأساس. وفيما يتعلق بقيادة المرأة على سبيل المثال، وبغض النظر عن رأيي الشخصي بالتأييد أو الرفض، فهو في النهاية رأي شخصي وهو حق لكل فرد، ولكن أن يقوم البعض بتجاوز هذه المرحلة ويقوم بمحاولة فرض أمر واقع والقيادة على مبدأ أخذ حقه بيده هو الأمر المرفوض تماما، فلو كل إنسان أراد أن يأخذ حقه بيده عدنا لنعيش في عهد الغابة وليس دولة القانون. لذا أتمنى أن نفرق بين حق إبداء الرأي وبين جريمة فرض أمر واقع ومخالفة الأنظمة. أيضا مهم جدا تقبل الرأي الآخر وليس مهاجمته فمن حق صاحب الرأي أن يدافع عن رأيه لكن دون أن يهاجم صاحب الرأي الآخر ويجرحه، فمن أعطى لنفسه الحق بفرض رأيه على الجميع، وهل يقبل هو أن يجرحه الآخر لمخالفته الرأي؟ كما أتمنى أن نرتقي بحوارنا مع من يخالفنا الرأي قدوة برسولنا صلى الله عليه وسلم حين كان يحاور كفار قريش وهم يخالفونه الدين وليس مجرد الرأي. * المحامي والمستشار القانوني [email protected]