التخلص من مشكلة البطالة بين الشباب إناثا وذكورا، ليس أمرا مناطا بوزارة العمل وحدها، وإنما هو مسؤولية تحملها كثير من مؤسسات المجتمع العامة والخاصة، وما لم تقم المؤسسات المجتمعية بواجبها في إيجاد حلول إيجابية لهذه المشكلة فإن وزارة العمل وحدها لن تستطيع النجاح في عملها وتحقيق أهدافها المتعلقة بهذه الناحية. عبر السنوات الماضية طرحت كثير من الحلول لمواجهة مشكلة البطالة، لكنها ظلت في معظمها، تدور في مكانها لم تستطع قضاء كاملا أو شبه كامل على البطالة، وما زلنا نغرق في عالم الاغتراب الذي يحيط بنا في صورة وافدين من مختلف بلاد العالم يقومون بالعمل نيابة عنا، ما صعب منه وما سهل، وما احتاج إلى خبرة ومهارة أو لم يحتج. فبعض العمل نتكبر عليه ونراه مهينا لنا، وبعضه نكره القيام به لأنه يحتاج إلى جهد ومشقة وبعضه لأننا لا نملك المهارة والدراية اللازمة للقيام به والنتيجة أننا بقينا نحوم في دائرة البطالة لا نستطيع خروجا منها. في عدد الأربعاء الماضي في صحيفة الوطن، كان هناك خبر عما يمكن أن نعده نقلة بارزة في طريقة معالجة مشكلة البطالة، كان الخبر حول قيام شركة دواجن الوطنية باستحداث أقسام نسائية وتوظيف عدد من النساء للعمل في «خطوط إنتاج مصنعات الدجاج والبيض والفقاسات»، وذلك بعد أن كيفت ظروف العمل البيئية لتلائم عمل المرأة والخصوصية التي يقتضيها ومراعاة الضوابط الشرعية في ذلك. وقد نجحت الشركة في إحلال 238 امرأة مواطنة للعمل في مواقع إنتاج كانت تقوم بالعمل فيها عمالة وافدة، وفتحت الباب لهن ليقمن بالعمل في محطات فرز البيض وفي الفقاسات وفي الإشراف والإدارة. هذه الخطوة العملية التي قامت بها الشركة الوطنية في الإسهام في تشغيل اليد السعودية للقضاء على الفقر، تعبر عن الروح المؤمنة بدور المواطن المقتدر، في الإسهام والمشاركة في خدمة المصالح العامة من أجل تحسين الحياة في المجتمع فحين يسهم المقتدرون من أبناء المجتمع في القضاء على البطالة بتوفير الأعمال لأبناء بلدهم، هم في واقع الأمر ليسوا يحسنون إلى العاطلين فحسب، وإنما هم قبل ذلك يحمون بلدهم من الوقوع في براثن الجريمة والانحراف، وأيضا يحمونه من الكساد التجاري وركود السوق بسبب انتشار الفقر فضلا عن حماية المجتمع من التكاثر المخيف للعمالة الوافدة، التي هي في معظمها تحمل معها أوبئة الجهل والتخلف، فتتسلل عدواها بصمت إلى حياتنا، وتنتشر سموم ثقافتها المتردية بيننا ونحن غافلون. مما يستحق الإشارة إليه أيضا هو ما ورد على لسان المشرفة على العاملات السيدة العنود العقيل، من أن تجربة تشغيل السيدات في هذا الجانب جاءت بثمرة ناجحة حيث زادت إنتاجية العمل بسبب ما تملكه النساء من سرعة الفرز والمهارة في التقطيع. وإذا كانت هذه التجربة قد نجحت في القصيم، فهذا دليل على أنه لا يفصل بين المواطن والنجاح في العمل سوى أن يجد من يتبنى تدريبه وتوفير البيئة المناسبة له، ومتى تحقق له ذلك جاد بعطاء إن لم يفق عطاء الوافد فلا يقل عنه. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة