يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض غدا المدينة الجامعية الجديدة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن كأول مدينة جامعية للبنات، إذ وضع حجر الأساس لها في عام 1429 إيمانا منه بدور التعليم العالي للمرأة في المملكة، والاستثمار الأمثل في بناء الكوادر الوطنية المزودة بالعلم النافع لتصقل خبراتها بما يعود على الوطن بالخير والازدهار. وتعد الجامعة أنموذجا للمواصفات العالمي، إذ اشترك في بنائها نحو 60 ألف عامل، وتقع على مساحة ثمانية ملايين متر مربع، تستوعب 50 ألف طالبة، كما روعي في تصميمها وضع مسارات للأودية وأنفاق لأخطار السيول، إضافة إلى ناديين رياضيين للطالبات وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، كما حوى مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للطلاب والطالبات ومركزا للمؤتمرات. وتضم جامعة الأميرة نورة سكنا للطالبات يستوعب 12 ألف طالبة، 22 كلية نظرية، 6 كليات طبية، مستشفى جامعي يتسع لنحو 700 سرير لمختلف التخصصات الطبية إذ تعد الأولى عالميا في التخصصات النسائية. وتضمن المشروع مبنى للإدارة، مكتبة مركزية، مراكز للمؤتمرات، 15 مبنى للكليات الأكاديمية تشتمل على 32 كلية بما فيها كلية الطب، عددا من المختبرات، سكن عضوات هيئة التدريس يتكون من 400 فلة و1046 شقة، مركزا تجاريا. وتضم المدينة الجامعية مركزي بحث ومبنى إداريا يتسع لنحو 8 آلاف موظفة يضم العمادات المساعدة، ومبنى إداريا خاصا للرجال يتسع ل500 موظف في مجالات الصيانة، الحركة، الإدارة الهندسية، المطابع، إدارة المشتريات. وتضم المدينة الجامعية قطارا بطول 19 كلم يهدف إلى تسهيل التنقل بين الكليات والسكن والإدارات والمستشفى، إضافة إلى مكتبة ذكية تستطيع الباحثة الحصول على الكتاب إلكترونيا دون الذهاب للأرفف. وعبرت منسوبات الجامعة عن مشاعرهم حيال الانتقال إلى المدينة الجامعية الجديدة إذ قالت عميدة كلية العلوم الدكتورة فدوى سلامة إن «افتتاح الصرح العلمي إن دل على شيء إنما يدل على أن التعليم العالي للمرأة السعودية حظي بأهمية كبيرة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأبرز ما يؤيد ذلك هو إنشاء أول جامعة للبنات في المملكة في عهده. وبينت الأستاذ المشارك في كلية الآداب نجلاء المبارك، أن الانتقال للمدينة الجامعية تشريف وفي نفس الوقت تحمل للمسؤولية، قائلة إننا «نعد خادم الحرمين الشريفين أن نكون أهلا لتلك المسؤولية، حيث سيرى نهوضا متتابعا للمرأة السعودية في مجال التعليم بشكل خاص وفي جميع المجالات الأخرى، إذ يعد نجاح الجامعة نجاحا للمرأة السعودية». وأفادت الأستاذ المشارك لقسم التخطيط الاجتماعي الدكتورة سارة الخمشي، إنها حدث تاريخي بالنسبة للجامعات في المملكة ونقلة نوعية كبيرة بالنسبة لتعليم المرأة السعودية وصولا من المحلية إلى العالمية، ذاكرة أن ذلك شيء يدعو للفخر والاعتزاز كون هذا الاهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين شخصيا. من جهة أخرى عبرت بعض طالبات الجامعة عن سعادتهن وشكرهن لخادم الحرمين الشريفين على إنشاء الجامعة التي وصفوها بأنها تعد تحولا في المسيرة التعليمية، فالجامعة تعد نموذجا لأفضل الجامعات العالمية مما يتيح لنا فرصة للتعليم والاستيعاب في جو مريح يشجع على المذاكرة والتحصيل.
المهوس ل«عكاظ» : الملك يستقل قطار الجامعة ويزور مرافقها عبدالمحسن الحارثي الرياض أكد ل «عكاظ» وكيل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات الدكتور وليد المهوس، أن افتتاح الجامعة سيكون عصر غد، ويتضمن جولة للملك في أرجاء الجامعة بالقطار، وزيارة للإدارة العامة والمكتبة وغيرها من مرافق الجامعة، مشيرا إلى أن الجامعة ستوفر فرصة قبول كبيرة للطالبات. وقال المهوس «يعمل في الجامعة حاليا 1300 عضو هيئة تدريس، إضافة إلى العاملات في الوظائف الإدارية وغيرها، كما أن الجامعة ستوفر فرصا وظيفية جديدة للعنصر النسائي مستقبلا»، وأضاف «أن مشروع جامعة الأميرة نورة صديق للبيئة؛ فهو لا يستهلك إلا 35 في المائة من الاستهلاك الطبيعي للطاقة، فضلا عنه أنه مشروع ذكي ويستطيع أي شخص أن ينهي عمله من المكان الذي هو فيه؛ نظرا لتوفر جميع وسائل الاتصال الحديثة وترابط جميع مرافقه بشبكات عالية الاتصال رفيعة الجودة». وأكد أن تخصصات الجامعة ستلبي احتياجات سوق العمل، إذ تضم ست كليات طبية بينها كلية للعلاج الطبيعي وهي كلية جديدة على مستوى المملكة، وتخرج الطالبة بعد دراسة سبع سنوات، إضافة للكليات الطبية الأخرى والتي سيكون مقرها بجوار مستشفى الجامعة، كما أن الكليات الصحية ستضم أكبر مركز في العالم لتدريب طلاب التخصصات الصحية على أحدث التقنيات المتطورة.