طالب أصحاب المتاحف الخاصة والمهتمون بجمع القطع الأثرية، الهيئة العامة للسياحة والآثار بتوفير مواقع لحفظ وعرض مقتنياتهم، تكون بديلا عن المواقع التي اقتطعوها من منازلهم وأملاكهم الخاصة لذلك الغرض. وأشاد الملاك بملتقى أصحاب المتاحف الخاصة، والذي انطلقت أنشطته في الرياض أمس الأول، مؤكدين على أهمية النتائج التي تحققت من خلاله، وأكد سعيد محمد البكري، وهو صاحب متحف أثري في النماص، أن الملتقى كان سببا في تعارف أصحاب المتاحف على بعضهم، لافتا إلى أن أبرز إيجابياته هو استماع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لمطالبهم، مشيرا إلى أنه أبدى اهتماما بمطالبهم ووعد بتلبيتها وتذليل كافة الصعوبات التي تواجههم. وأوضح سعيد البكري أن من المصاعب التي تواجهه كصاحب متحف خاص، تتمثل في جمع المقتنيات التراثية والحفاظ عليها، مشيرا إلى أن الصعوبة تكمن في قلة الموارد المالية، وقال «يصعب علينا شراء المقتنيات باهظة الثمن، وأحيانا نضطر إلى شرائها بمبالغ ترهقنا». ولخص البكري مطالبه في توفير دعم مادي سنوي لأصحاب المتاحف، إيجاد مواقع خاصة، دعمهم بالأدوات الخاصة لتنظيف المقتنيات والعناية بها، وترميم القرى الأثرية التي تحتاج إلى إعادة تأهيل. من جهته، ذكر صاحب متحف حلبة الأثري سعد بن عبدالله العمري، أن الملتقى أفرحهم كثيرا، وأنه كان بمثابة تحقيق الحلم لهم، مشيرا إلى أنهم تلقوا وعودا من قبل الأمير سلطان بن سلمان بتحقيق كافة مطالبهم في القريب العاجل. وعن المصاعب التي تواجهه كصاحب متحف خاص، قال العمري «قلة الدعم المادي أبرز ما يؤرقنا، وكذلك عدم تجاوب الأمانات في إيجاد مواقع خاصة للمتاحف، حيث إن المتاحف الآن تطورت، وأصبحت تنقسم إلى عدة أقسام تحتاج لمساحات مختلفة». وطالب العمري الهيئة العامة للسياحة والآثار بالقيام بدورها الاستشاري والتوجيهي، وكذلك متابعة المبالغ التي تمنح لأصحاب المتاحف حتى يتم صرفها في المكان الصحيح، موضحا أنه «إذا وجد الدعم المادي سيكون هناك ابتكار وتطوير وسيكون هنالك صيانة للقطع الأثرية». وفي السياق ذاته، أبدى صالح محمد المزروع، صاحب متحف الرس التاريخي، سعادته وهو يرى اهتمام رئيس الهيئة بمطالبهم، ومشاركته همومهم، ووعده لهم بالعمل على حلها، وقال «وجدنا الأمير مدركا لكل احتياجاتنا، ويتفهم مشاكلنا، وقد وعدنا بحلها قريبا». ولم يخف المزروع وجود بعض المصاعب التي تواجهه، مثل مشكلة تحملهم التكاليف الكبيرة لضيافة الزائرين، خصوصا أن العديد من الشخصيات البارزة من الداخل والخارج يعقدون زيارات للمتاحف الخاصة في أوقات مختلفة، وكذلك مشكلة حراسة المتاحف، مؤكدا على أهمية أن تعتبر المتاحف من الأماكن التي تجب حمايتها. واقترح المزروع إيجاد تسهيلات من البنوك لإعطائهم قروضا تخص متاحفهم، كما طالب بإدراج المتاحف ضمن المسارات السياحية في المملكة، ومنح أصحابها تراخيص لتسهيل مزاولة أنشطتهم. من جهته، تحدث عبدالهادي أحمد آل مهدي، صاحب متحف تنمية في خميس مشيط، عن سعادته بحجم الفائدة التي خرج بها من الملتقى، مؤكدا أنه كانت لديه تساؤلات وجد الإجابة عليها من المسؤولين في الهيئة. وعن أبرز ما يواجهه من مصاعب، أكد آل مهدي أن وجود متحفه داخل منزله يسبب له وللزائرين بعض الإحراج أثناء دخولهم وخروجهم، وكذلك عدم السماح له بالخروج من عمله عند تنسيق زيارات للمتحف في الفترة الصباحية، خصوصا زيارات وفود المدارس، مطالبا بتوفير موقع خاص بالمتحف بعيدا عن المنزل، وأن تعمل الهيئة على تسهيل السماح لأصحاب المتاحف الخاصة بالخروج من أعمالهم عند وجود زيارات رسمية لمتاحفهم، أو إيجاد صيغة لإعارتهم من قبل المؤسسات التي يعملون فيها لصالح الهيئة حتى يتفرغوا للمتاحف. وتحدث عايض بن حضيض المطيري، صاحب متحف بادية الشلالحة في منطقة المدينةالمنورة، عن الترحيب والاهتمام الذي وجدوه في الملتقى، مبديا سعادته بما طرح في جلساته، والتي أكد أنها ستساهم في الرقي بالمتاحف في المستقبل. وأبان المطيري أن المصاعب التي تواجه المتاحف في المملكة «ليست كبيرة»، وأنه يسهل تذليلها، مشيرا إلى أن أبزرها يتمثل في قلة الموارد المالية لشراء القطع الأثرية، وكذلك عدم وجود مقار خاصة بالمتاحف، وعدم توجيه السياح إليهم خلال زيارتهم للمنطقة، مطالبا بوضع لوحات إرشادية لتعريف الزائرين وسالكي الطرق السريعة بأماكن وجود المتاحف أثناء مرورهم بالمنطقة التي يوجد فيها المتحف. كما وجه ضيف الله، وهو صاحب متحف خاص في حائل، نداء للمسؤولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ لمساعدتهم في إيجاد تسهيلات فنية، خصوصا أن متحفه يضم أكثر من 30 سيارة نادرة، مشيرا إلى أنها تحتاج لتجديد رخص واستمارات، وكذلك استقدام فنيين متخصصين في المتاحف، مطالبا في الوقت نفسه بمنح ملاك المتاحف الخاصة دعما ماديا سنويا. وأبان ضيف الله أن أغلب المتاحف تستقبل الزوار بدون أي مقابل مادي، وأضاف «طالبنا الهيئة بإيجاد دعم مخصص لضيافة زوار المتاحف، لأننا نصرف مبالغ ضخمة لضيافة الأفراد والوفود الذين يقصدون متاحفنا من كل مكان».