يبدو أن هذا التكتيك (الكروي) راق للنظام الإيراني فاستعذبه أسلوبا استراتيجيا أن على الصعيد السياسي أو الإعلامي وذلك لإخفاء حماقاته وسقطاته المكرورة! وآخر (التقليعات) الهجومية ما صرح به الجنرال حسين فيروز رئيس أركان الجيش الإيراني وعضو المجلس القومي الذي زعم أن منطقة الخليج كانت دائما ملك إيران! هذا عن راهن ما تفتقت به الذهنية الإيرانية الفذة! أما إذا رجعنا للوراء قليلا فسنجد أن عبارات البغض والتحريض والتأليب من كبار المسؤولين الرسميين الإيرانيين ضد مملكة البحرين ودول الخليج على خلفية التدخل الإيراني السافر.. واقع الحال لا يسع المجال للحديث عن شطحات وفذلكات النظام الإيراني (المتكاثرة!) بل إن شئت من غير المفيد هدر المزيد من الأحبار عن هكذا سفسطة تكشفت بالجملة لدى الشعب الإيراني قبل غيره إذ لم تزل ذكرى السادسة لانتفاضة 15 نيسان (أبريل) شاخصة والتي قتلت السلطات الإيرانية وجرحت العشرات من العرب السنة في مدينة الحميدية الواقعة غربي الأهواز ففي يوم واحد اعتقلت أكثر من 300 شخص، وفي السياق ذاته تم اعتقال رموز الاعتدال في مدينة الأهواز وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود يعيش العرب السنة في الأهواز أبشع وأعتى أنواع الظلم والتنكيل وهل ثمة ما هو أكثر خسة من منعهم من إقامة صلواتهم؟ وكذا تعليم أبنائهم اللغة العربية (لغة القرآن) فهو ولا جدال توجه عرقي مقيت الهدف منه طمس الهوية العربية.. المفارقة أن الشيعة أنفسهم طالهم القمع والقتل بواسطة جهاز المخابرات الوحشي (السافاك) بجريرة العروبة!، بينما السلطة في إيران تملأ الغمام ضجيجا وصراخا معلنة وقوفها إلى جانب من يطالبون بحقوقهم في كل المنطقة.. كل هذا التخبط والتناقضات الذي تنتهجه إيران في سياستها (وتجتره) وإن بنسخ أخرى الغرض منه ذر الرماد عما تمارسه من أساليب قمعية ضد شعبها وكأنها أرادت مزيدا من التنكيل والهوان لشعب أصلا يعيش فقرا مدقعا بسبب العقوبات الدولية جراء عتو ورعونة ساسته الذين لم يكونوا أصلا مخلصين لمذهبهم الشيعي بقدر ما هم مخلصون ومستميتون لقوميتهم (الساسانية)، وهذا الكلام أكده شيعة العراق فهم يلاقون من مهاجري شيعة إيران الاحتقار والاستهزاء.. لعل ما تقدم وهو الجزء العائم فقط من جبل التنكيل والانتهاكات بمثابة دعوة للشيعة العرب أنى كان موقعهم ممن غررت بهم وسائل الإعلام الإيرانية (بالأخص مواطني دول مجلس التعاون الخليجي) بأن يستدركوا ويصوبوا ولاءهم وإخلاصهم لأوطانهم التي عاشوا في كنفها واستظلوا بأمنها وقبل هذا وبعده كفلت لهم كرامتهم وإنسانيتهم.. أزعم أنهم سيفعلون بل قل السواد الأعظم فطنوا مبكرا وأداروا ظهورهم لهذه الطغم وهذا ليس بدعا بل المنطق والواقع يحتمانه، أما الذين لا يريدون الانعتاق من براثن الخزعبلات وأدمنوا الانقياد (على عواهنه) وراء سحرتهم .. نذكرهم بقول محمود درويش «أنت تعرف أمك .. أما أبوك فأنت» لأنك نسخة منه وتكرارا له. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة