أفصحت مصادر باكستانية أن أسامة بن لادن الذي قتل البارحة الأولى في عملية عسكرية أمريكية خاصة طلب في وصيته التي سلمها لأحد أصدقائه في منطقة القبائل، مبايعة أيمن الظواهري، الرجل الثاني، كرئيس لتنظيم القاعدة بالإضافة الى استمرار الجهاد وضرب المصالح الأمريكية والغربية. وبحسب المصادر فإن وصية بن لادن تضمنت أيضا الطلب من مؤيديه القيام بعمليات تفجيرية في باكستانوأفغانستان وعدد من المناطق العربية، والاستمرار في دعم رئيس حركة طالبان الملا محمد عمر وقبائل البشتون التي دعمت القاعدة في باكستانوأفغانستان ووفرت لهم الدعم الكامل. من جهة أخرى، أفادت مصادر باكستانية أن الاستخبارات الأمريكية تمكنت من التشويش على الرادارات الباكستانية لكي تتمكن الهيلكوبترات الأمريكية من الوصول الى أبوت آباد للمشاركة في الهجوم على منزله، خاصة أن منزل بن لادن كان يقع على بعد كيلومتر واحد من الأكاديمية العسكرية، وأن الهليكوبترات الأربع كانت تطير على علو منخفض لتجنب أنظمة الدفاع الجوية الباكستانية، مؤكدا أن الحصول على أقراص مدمجة (سي دي) وأقراص الفيديو وفرت معلومات استخباراتية قيمة وهائلة عن شبكة تنظيم القاعدة وتمركزها في منطقة القبائل وأفغانستان واليمن والمغرب العربي. وأشارت المصادر أن الهليكوبترات غادرت من جلال آباد في شرق أفغانستان ودخلت مروحيات المجال الجوي الباكستاني ليلا، حيث تم استخدام تكنولوجيا متطورة تهدف إلى التهرب من أنظمة الرادار، موضحة أن العملية كانت تدار من خلال فريق من مكافحة الإرهاب في أفغانستان خلال الأقمار الصناعية، حيث أكدت صور الأقمار الصناعية التجسسية أن بن لادن وأسرته متواجدون في الطابقين الثاني والثالث من المبنى.وأضاف مصدر أمريكي أن القوات الأمريكية كانت تبحث عنه في أية مناطق نائية منذ فترة طويلة، غير مدركة أنه كان يعيش على مقربة من الأكاديمية الباكستانية في أبوت آباد إلا قبل عام، كاشفة عن قيام الجنرال بترايوس بزيارة غير عادية إلى إسلام آباد الأسبوع الماضي، والتقى خلالها قائد الأركان الجنرال الباكستاني كياني في قاعدة شاكلالا الجوية، كما قاما سويا بجولة جوية إلى مكان غير معلوم على متن طائرة، ولم تؤكد المصادر ما إذا كانوا قد ناقشوا خلال اللقاء عملية قتل بن لادن. وبحسب المصادر، فان الجنرال بتريوس كان قد عقد في نفس الليلة لقاء تلفزيونيا مع البيت الأبيض، وهو ما أشار إليه الرئيس أوباما في كلمته في الاجتماع الأمني لاتخاذ قرار الهجوم الذي تم أمس الأول على منزل بن لادن. وذكرت أن باكستان لعبت دورا مهما في الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب، بيد أن المؤسسة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية ارتأت عدم إبلاغ باكستان حفاظا على السرية وعدم تدخلهم فيها. من جهة أخرى، شككت المصادر الباكستانية في الراوية الأمريكية التي أفادت أن عملية التأكد من الحمض النووي لجثة بن لادن تمت على الفور، مشيرة إلى أن العملية تأخذ عادة ثلاثة أيام على الأقل، وقالت إنها نقلت جثمان بن لادن إلى حاملة الطائرات كارل فينسون ورميه في شمال بحر العرب.