كان للمرأة في ملتقى أشهر خطاطي المصحف حضورها ببحوث وأعمال فنية في الخط العربي للمصحف والزخرفة، فجل اللائي شاركن عضوات في الجمعيات العامة والخاصة للخط العربي في بلدانهن وفي الجمعيات الإقليمية والدولية، ومنهن من جمعن بين العلم والفن كمحترفات في الخط والرسم وعضوات في هيئات علمية وكليات للفنون ومنهن من لها في هذا المجال عقود طويلة. وخلال المعرض المصاحب والكتاب التعريفي للمشاركين هذا الملتقى تيسر لي الاطلاع على العديد من اللوحات للخطوط والزخرفة، وأدهشني هذا الأداء المتقن الذي جمع بين جمال المعنى وجمال المبنى، في خطوط جميلة جذابة بالشكل واللون لآيات من القرآن الكريم، لا أقول بأنهن نافسن إخوانهن من الرجال بل إن بعض اللوحات المقدمة تفوقت بها بعض النساء على بعض الرجال. والخط والرسم علم وفن، وكل العلوم والفنون أبدعت فيها النساء كما أبدع الرجال فيها، ولا أدل على ذلك من حصد مجموعة من النساء لجوائز علمية في الفيزياء والكيمياء والطب، بل وريادتهن وتحقيقهن لاكتشافات علمية سجلت بأسمائهن، ولدينا طبيبات سعوديات نلن الثقة العالمية بتفوقهن وريادتهن، ومنهن على سبيل المثال لا الحصر، د.سلوى الهزاع، ود.وفاء القثامي، ود.خولة الكريع، وغيرهن الكثير. وفي تاريخ أسلافنا هناك العديد من النساء الشهيرات اللاتي تعلم منهن الرجال الفقه والحديث ورجع إليهن في بعض المسائل، يتقدمهن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما، فقد روت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي عنها من الصحابة والتابعين أحاديث عديدة، ومن سير الصحابيات والتابعيات هناك من اشتهرت بالفقه والحديث والقراءة، وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقبلها ذهب بعض أصحابه رضوان الله عليهم إلى الحبشة كان (أي النساء) مع الرجال في هذه الهجرات، وحينما جاءت الفتوحات الإسلامية في مصر والشام والعراق ذهبت زوجات الصحابة وبناتهن مع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وبقوا في بلاد الإسلام الجديدة رجالا يعلمون الرجال، ونساء يعلمن النساء، وستظل المرأة مع الرجل مؤدية لرسالتها ولدورها بل ومبدعة ومتألقة أيضا. alomari 1420 @ yahoo . com