حينما تنظر إحدانا لعصرها وبيئتها بمختلف دوائرها الواسعة والضيقة سواء على مستوى المجتمع أو البيت أو العمل فإنها بلا شك ستجد مفارقات عدة، وسيكون لها طموحات وأمنيات تود لو أنها تشاهدها وتراها واقعا ملموسا أمام ناظريها، فعلى مستوى العمل والمدرسة: كم هو جميل أن تجد المعلمة مثلا بيئة مريحة، ومديرة هي ليست أستاذة فقط، وإنما هي أخت أحبت عملها فجعلت معلماتها أخوات لها، نعم.. أخوات في زمن قل أن تجد فيه مديرة بهذا القلب الكبير. نعم.. أقول لكم مديرة في هذا الزمن الذي قل أن تجد فيه من يكسب الناس وهو في هذا المنصب بأخلاقه الكريمة ولو قلت: إنه يوجد من قد تكون هي الأخلاق نفسها فلن أكون مبالغة أبدا. ولو ضربت لذلك مثلا حيا، وسقت أنموذجا واقعيا، فلن أضرب المثل والأنموذج إلا بالقريبة جدا من كل ذلك، ومن تعيشه وتتمثله أدبا وخلقا وسمتا.. إنها الأستاذة الفاضلة: (سمر الجطيلي) تلك النسمة الخفيفة، والمديرة الفاضلة، تلك القائدة المبدعة التي كان لها بعد الله الفضل في تحليقي في سماء التعليم، وطيراني في فضاء الإبداع والتألق، بعد أن كنت قد فقدت الثقة فيما أملك من خبرة ومعرفة، لقد كانت نعم المعين لنا.. تتلمس حاجاتنا، وتساعد كل من تتعرض لظرف.. ليس ماديا فحسب، ولكن كذلك على المستوى المعنوي، لقد كانت تخاطبنا بكلمات تسري في القلب كأنما هي البلسم الشافي.. بل هي البلسم حقيقة، كانت نعم المديرة، ونعم الأستاذة، ونعم الأخت تحتاجها فلا تردك، لا يمكن أن تتخلى عن معلماتها أو تقف ضد إحداهن، فهنيئا لنا بك، وهنيئا لك بك أيتها المتميزة. مريم علي الغامدي