أضحكني تصريح أستاذ كلية الطب للعلوم السريرية، المنشور هنا في الأسبوع الماضي حين قال: إن مكافأة طلاب الامتياز مجزية، ولا يستحقون أكثر، فهي تساوي عدد ساعات عملهم كأطباء امتياز وليس عليهم مجهود كبير. وسبب الإضحاك أن مثل هذا التصريح يشبه ما قالته زوجة لويس السادس عشر (ماري أنطوانيت) عندما سمعت بأن الشعب جائع فقالت: إن لم يجدوا خبزا فليأكلوا البسكويت. ولأن قائل هذا التصريح لا يعرف أن البسكويت أغلى من الخبز (إذا نظرنا للمثل بنفس القياس) أو بمعنى آخر أن المستكفي لا يعرف ندرة حاجة الطالب أو السائل.. وقول القائل جافى الحقيقة حينما قال إن المكافأة مجزية، فالمجزي هو إيصال النفس إلى حالة الرضا حين يعطى شيئا يفوق ما يتوقعه أما أن يحصل على الأقل من القليل فهذا لا يوصف بالمجزئ بل بالمجحف.. ومن القواعد الأساسية في العمل أن الدخل يوازي الجهد المبذول ويمكن إضافة تفريعه لهذه القاعدة تتمثل في نوعية العمل المبذول وهو التشجيع الذي تقدمه الدول للمهن الراقية.. فهناك من يعمل لساعة ويتقاضى ألف ريال أجرا لهذا العمل وهناك من يعمل ليوم كامل ولا يصل أجره لخمسين ريالا، والفرق بين العملين وأجرهما يعتمد على نوعية العمل المقدم.. أي أن الحاصل على ألف ريال أجرا للساعة هو مقابل علم وخبرة لا يتمتع به العامل الآخر.. فهل نتعامل مع أطباء الامتياز بأجور عمال النظافة أي نتعامل مع المهن الراقية تعاملنا مع المهن البسيطة.؟ وشكوى أطباء الامتياز من تخفيض رواتبهم (إلى النصف) مضى عليه أكثر من سنة ونصف ترافع معهم كتاب كثر حيال انتقاص دخولهم لكن قرار (الخسف) لم تدفع وزارة التعليم العالي في التدخل لرفع هذا الضيم، وتكرار شكوى أطباء الامتياز المتكررة لم تعد إليهم ما فقدوه من دخل.. ليس الشكوى فحسب بل ما صدر من مجلس الشورى ظل حبرا على ورق فقد أقر المجلس في توصيته بإعادة مكافأة طلاب الامتياز في جميع التخصصات الطبية إلى ما كانت عليه سابقا، وذلك من خلال جلسته العادية ال31، ولم يطبق القرار حتى الآن لأسباب مجهولة، كذلك أكد مجلس الشورى في جلسته الاعتيادية السادسة على قراره السابق بإعادة مكافآت طلاب الامتياز في التخصصات الطبية إلى ما كانت عليه، إلا أن هذا الأمل الذي ما زال يرى بصيصه طلاب وطالبات الطب لم ير النور ولم يخرج إلى أرض الواقع حتى الآن. ولأن أطباء الامتياز هم مستقل الطب في بلادنا فليس من اللائق إبخاس حقوقهم المادية، وإن لم تقتنع وزارة التعليم العالي بأنهم ثروة المستقبل مع وجوب احترام هذه الثروة بما تقدمه من عمل راق فهذا سيقودنا إلى ابتذال التخصصات الراقية ويسويها بالمهن البسيطة. ومعلوم أن الحياة مكلفة ولو أراد هذا الطبيب دورة واحدة ستكلفه خمسين ألفا أو تزيد عن ذلك فمن الظلم إبخاس هؤلاء الكوادر أو الثروة حقها، أليس كذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة