حينما يدرك المسؤول، أي مسؤول، أثر الاقتراب من هموم الناس وأحلامهم، والاستماع إلى الصغير والكبير، فيشرع صدره لاستيعاب كل ما يبثه المواطن من آمال وتطلعات، تتعزز الثقة بين المسؤول والمواطن، وتقوى جسور التواصل، وتتشكل حالة فريدة من الحب والوفاء بينهما. تجلت هذه الصورة بين الحاكم الإداري لمنطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان وأهالي محافظة حقل أمس الأول الأربعاء، فما أن يمر موكب الأمير عبر طريق أو شارع إلا وتتعالى الأصوات المصطفة على جنبات الطرق والشوارع بشكل عفوي محتفلة بقدومه إلى المحافظة، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، رسموا كل مظاهر الاحتفاء بفرد من أفراد الأسرة الواحدة، ففي شارع صغير دوت زغاريد فرح نسوة حقلاويات لدى مرور موكب الأمير، فيما حملت الصغيرات راية الوطن وهن مزدانات بزيهن المدرسي، إذ غادرن للتو مدراسهن ظهرا، وفضلن عدم الذهاب إلى منازلهن للمشاركة في الاحتفاء بمن كللهن بالدهشة. كما رسمت عاصفة التصفيق والهتافات المتكررة «فهد.. فهد»، التي أطلقها طلاب المرحلة المتوسطة في مدرسة سهل بن سعد، لحظة وصول أميرهم لافتتاح المبنى النموذجي للمدرسة لوحة أخرى من المشاعر الصادقة بين الأمير فهد بن سلطان وجيل الغد، صافحهم حاكم تبوك، دخل فصولهم الدراسية، وتحدث معهم بأبوة حانية «قولوا كل ما تريدون، وما تحتاجونه، لا تترددون في طلب ما تحتاجونه، قولوا كل الملاحظات التي ترونها». ولم يكن الأمر مفاجئا عندما استقل أمير منطقة تبوك سيارته، وتجول في أحياء المحافظة بعيدا عن الرسمية وعيون الإعلاميين، واطلع على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ولا غرابة في أن يستوقف طفل من محافظة حقل فهد بن سلطان لدى مروره من أحدث الشوارع، وينصت إليه بأبوة حانية. وظل الأمير فهد بن سلطان ملتصقا بهموم الإنسان في المنطقة طوال ربع قرن مضت، وأسس مع مواطني المنطقة علاقة تقدير ومحبة من نوع خاص، ترجمتها الأفعال قبل الأقوال، علاقة لم تبن على علاقة الحاكم والمحكوم، بل علاقة بين أفراد الأسرة الواحدة، لذا بات مألوفا أن يهتف طلاب مدرسة سهل بن سعد المتوسطة في محافظة حقل.