طغت أصوات المنتقدين لمطالب إسقاط العضوية عن عضو مجلس الإدارة غير الفاعل، على مشهد اجتماع أسرة الجمعية العمومية في نادي مكة الأدبي، وأحدثت جدلا واسعا بين الحاضرين من النساء والرجال، وطالب عدد من المنتقدين بأن تطرح فكرة تكريم العضو المميز بدلا من فكرة الإسقاط. واتفق أعضاء الجمعية العمومية لنادي مكة الأدبي خلال لقاء انعقد في المقر الجديد للنادي في المكتبة العامة في حي الزاهر أمس، وهدف للتعريف بملامح انتخابات أعضاء مجلس إدارة النادي، على تحديد غرة جمادى الآخرة موعدا نهائيا لاستقبال طلبات الترشيح، بنهاية دوام النادي الساعة العاشرة مساء، وال20 من الشهر نفسه موعدا للاقتراع، على أن تكون الفترة بين الموعدين فرصة لتسويق البرامج الانتخابية للمرشحين. وأكد رئيس النادي الدكتور سهيل قاضي، أن إدارة النادي حريصة على تسريع عملية انتخابات مجلس إدارته، وأن يخوض النادي تجربته الأولى بنجاح، والتي تعد أول عملية انتخابية على مستوى الأندية في المملكة، من خلال تأسيس قواعد ثقافة الانتخاب في اختيار أعضاء مجلس الإدارة، لافتا إلى أن صوت الناخب ركيزة مهمة وقناة فاعلة لاختيار الأعضاء الفاعلين. وأوضح عضو مجلس إدارة نادي مكة الأدبي الدكتور رشاد محمد حسين، أن العملية الانتخابية ستنفذ بإشراف لجنة إشرافية تضم مندوبين من وزارة الثقافة والإعلام وإمارة منطقة مكةالمكرمة، لافتا إلى أن من أهم شروط المشاركة في الحراك الانتخابي سريان العضوية في الجمعية العمومية. وبين الدكتور رشاد أن الفرصة متاحة أمام الجنسين، وأن على المرشحين والناخبين احترام العملية الانتخابية، موضحا أن للنادي خطة طموحة لتفعيل بوابته الحاسوبية، حيث سيجري الاستفادة من موقع النادي في العملية الانتخابية من خلال تعبئة استمارات الترشيح والتسويق للبرامج الانتخابية للمرشحين، فيما ستتم عملية فرز الأصوات بأجهزة تقنية لإدخال أصوات الناخبين لاختيار الأعضاء العشرة المرشحين الذين سيجتمعون لتحديد مسؤولياتهم في المجلس، مبينا أن تحديد المقاعد المخصصة للنساء والرجال أمر يتفق عليه بين أعضاء الجمعية العمومية، وأنه خارج لائحة الانتخابات. وتضمن اللقاء جملة من النقاشات الساخنة والأفكار الخلاقة الهادفة إلى الرقي بدور النادي في الحراك الثقافي، واعتبره مثقفون خطوة إيجابية لمجلس الإدارة الحالي، حيث شهد حضور نحو 80 في المائة من أعضاء الجمعية العمومية البالغ عددهم 150 عضوا، فيما شهدت القاعة النسائية حضور 16 عضوة. وطالب الدكتور عدنان الحارثي خلال الاجتماع بأن تتاح الفرصة لكل مرشح لعضوية المجلس في أن يقدم برنامجه الانتخابي قبل دخوله الجمعية العمومية،. ونبه عضو الجمعية سعد الثقفي، إلى أهمية مبادرة النادي في جذب الجهات الحكومية ذات العلاقة إلى داخل أروقته، وإصدار كتيب يعرف بأدباء العاصمة المقدسة، والاستفادة من بوابة النادي الإلكترونية في عرض إصدارات النادي البالغ عددها 300 إصدار، بدلا من إهمالها، مؤكدا حاجة المهتمين لدورات في التحرير الصحافي الثقافي، وأخرى في الخط العربي. واقترحت الدكتورة فاتن حسين عقد ورش عمل لإعداد ملخص عن أعمال النادي، تعالج من خلاله الثغرات، فيما رأت الدكتورة نجاة الصائغ أن الانتخابات تتجه نحو ما أسمته ب «النخبوية»، متسائلة في الوقت نفسه عن موقع المرأة في الترشيح أو التعيين في عضوية المجلس. من جهته، اعتبر عبدالله فدعق أن الرقي بالنادي الأدبي في مكة أصبح الهم الثالث لأبنائها، مشيرا إلى همومهم تجاه نادي الوحدة وجريدة الندوة، مطالبا بأن يخصص جزء من سيولة النادي المالية لبناء وقف يرجع ريعه لصالح أنشطة النادي. وأكدت الكاتبة الصحافية هويدا خوجة على أهمية صياغة دور يبعد مجلس النادي عما أسمته ب «الشللية»، مطالبة بإبعاد الأسماء المكررة من مجلس إدارة النادي، كما طالب علي يحيى الزهراني بضخ أسماء جديدة في جسم إدارة النادي، وتوسيع قاعدته بكافة الشرائح والأطياف، وقال الدكتور باسم قاضي «علينا أن نرتقي بالتنوع الثقافي الذي يميز مكةالمكرمة، كونها قبلة الدنيا، وأن نجعل الكعبة بعمقها التاريخي والعقدي وتمازج الثقافات حولها، نقطة ارتكاز لا تغفل حبا وولاء لها»، في حين تساءل الدكتور أحمد بناني «هل ثمة تحديد لمقاعد الرجال والنساء في مجلس النادي المنتخب».