رأى الأطباء المختصون أن أمراض القلب تمثل 35 في المائة من الحالات الحرجة التي ترد إلى طوارئ المستشفيات، فيما تشكل حالات نوبات الربو 21 في المائة من الحالات، و18 في المائة حالات إصابات الأطفال المختلفة تشكل معظمها بلع أشياء غريبة أو كيميائية، و14 في المائة حالات الحوادث المرورية وهي نسبة بدأت تنخفض نتيجة تطبيق نظام ساهر المروري، و12 في المائة حالات متنوعة تشمل إصابات العمل وغيبوبة مرض السكر والولادات الطارئة. وأرجع استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة الدكتور حسان شمسي باشا أسباب ارتفاع حالات القلب الحرجة إلى تساهل الكثير من المرضى مع آلام الصدر اعتقادا منهم أنها مجرد آلام مؤقتة دون إدراك لمضاعفاتها التي تمتد مع مرور الوقت وتصبح أزمة قلبية تستدعي التدخل الطارئ الحرج. وأضاف أن «وصول المريض مهما كانت طبيعة مرضه إلى المستشفى في الوقت المناسب وخصوصا في أمراض القلب ينهي الكثير من المعاناة، ويساعد الأطباء في اتخاذ الخطوات العلاجية اللازمة فمثلا مريض القلب قد يحتاج إلى تذويب الجلطة والتدخل بالصدمات الكهربائية لإنعاش آلية القلب» . ويتفق استشاري القلب الدكتور أحمد عبدالعزيز مع الرأي السابق، ويقول: 35 في المائة من المرضى الذين يتعرضون للجلطات القلبية يصلون إلى طوارئ المستشفيات في فترات متأخرة جدا نتيجة تساهلهم مع آلام الصدر اعتقادا أن هذه الآلام هي عارض صحي يذهب تدريجيا، ولا سيما أن أعراض الجلطة تختلف من شخص لآخر فهي قد تكون خفيفة وتشتد أو العكس تكون شديدة وتخف وهو ما يجعل الشخص يعتقد أن الأمر بسيط ويزول تدريجيا دون أن يدرك أن العارض الذي يعاني منه هي بداية لجلطة تستوجب التدخل الطبي، مع الإشارة إلى أن كثيرا من الأعراض الأخرى تكون مشتركة بين جميع المرضى كالتعرق وعدم القدرة على رفع اليد والشعور بثقل الجسم وغير ذلك، وكل هذه المعطيات تضاعف من مسؤولية الفريق الطبي في التعامل مع الحالة بسرعة متناهية، خصوصا إذا كان المريض يسكن بعيدا عن المستشفيات. وفي سياق متصل، يناقش المؤتمر الدولي الثاني لطب العناية الحرجة، ومؤتمر العناية الحرجة الأول للتمريض والذي دعت إليه الجمعية السعودية لطب العناية الحرجة، في فندق ماريوت الرياض، بحضور المختصين المحليين والعالميين المستجدات في طب العناية الحرجة. وأوضح الدكتور ياسر بن حسين مندورة رئيس الجمعية السعودية للعناية الحرجة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، أن المؤتمر ينطلق برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام, ويحتضن 100 متحدث محلي وعالمي يبحثون عبر 350 ورقة عمل السبل الكفيلة بتطوير الرعاية الصحية للعناية الحرجة، بجانب مناقشة واقع الأبحاث المتعلقة بطب العناية المركزة. وأشار إلى أن الجمعية وضعت خطة خمسية لرفع مستوى أداء وحدات العناية الحرجة تستهدف الأطباء والممرضين والصيادلة وأخصائيي الجهاز التنفسي والتغذية، بدأت من عام 2008 2012م، تضم عدة برامج، منها: زمالة العناية الحرجة في خمسة مستشفيات، دبلوم العناية المركزة لمدة 12 شهرا لمستشفيات الخط الأول والثاني على أن تقام في خمسة مستشفيات متخصصة، دبلوم العناية المركزة للتمريض، ودبلوم العناية التنفسية. أما رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور أمين محمد يوسف، فأوضح أن الجمعية السعودية لطب العناية الحرجة أطلقت 12 دورة تدريبية مختصة في مجال العناية الحرجة في مقر مدينة الملك فهد الطبية قبل انطلاق المؤتمر اليوم، وناقشت هذه الدورات عدة تخصصات مهمة في طب العناية الحرجة شملت دورة أساسيات العناية الحرجة المساندة، دورة التهوية الميكانيكية، خدمة الاستجابة السريعة، طب الحالات الحرجة، طب التمريض الخاص بالعناية الحرجة، العناية الحرجة لحالات لمرضى الإصابات العصبية، دورة أساسيات العناية الحرجة المساندة للأطفال، دورة التهوية الميكانيكية المستمرة، دورة الإنعاش المتقدم للأطفال، العناية الحرجة للولادة، التنفس الاصطناعي، التنبيب الرغامي الصعب، والتنفس الاصطناعي للأطفال. الدكتور يوسف أكد أن هذه الدورات نفذت ضمن خطط الجمعية السعودية لطب العناية الحرجة لرفع مستوى العناية الحرجة في المملكة وتطوير المعايير المهنية من خلال توفير سياسات وإجراءات عمل حديثة وتدريب كوادر عناية مركزة على أفضل المعلومات المتاحة للدورات الحديثة في شتى مجالات العناية الحرجة.