يمثل الخميس من كل أسبوع يوماً استثنائيا عند صغار السن والشباب في بيشة، إذ يخصصونه للتسوق في سوق الطيور، وبيع أو شراء الحمام، الدجاج، البط والأرانب في مكان غير مخصص وسط مدينة بيشة، عشرات الشباب والصغار يفدون للموقع من كل أرجاء المحافظة، يحملون أقفاصا وكراتين، وعند شراء الطيور أو بيعها سرعان ما يغادرون السوق هرباً من حرارة الشمس، ويتطلعون لإنشاء سوق مغطاة تحميهم وما يعرضونه من طيور وأرانب من ضربات الشمس الموجعة. يقول سعود ناصر الشهراني 10 سنوات: وجدت نفسي مولعاً بالطيور والأرانب، أحرص على تربيتها في مزرعة والدي، وأتردد كثيراً على السوق لشراء الطيور النادرة، وبيع بعض ما أملك من طيور وأرانب. وأضاف «سوق الطيور في بيشة أصبحت تستقطب الكثير من أفراد المجتمع، خصوصاً الصغار، إلا أن الموقع الذي يجتمعون فيه كل خميس عبارة عن شارع مسفلت يؤدي لإدارة الطرق في المحافظة، ولا يصلح أن يكون مكاناً للبيع والشراء، حيث إنه مكشوف ما يجعل فترة البقاء فيه محدودة جداً لا تتجاوز الساعتين لارتفاع درجة الحرارة فيه بشكل لا يتحمله البشر خصوصاً في فصل الصيف، ونتطلع أن تشيد البلدية سوقاً في مكان آخر وتجهزها بالمظلات والخدمات الأخرى». إلى ذلك، يقول عبدالرحمن بويزيد 15 سنة «الطيور ثروة يجب أن نساهم في الحفاظ عليها وتكاثرها، وأقترح أن تساعد وزارة الزراعة مربي الطيور والأرانب بتخصيص سوق لهم، وتكثيف برامج التوعية والإرشاد لتعريفهم بالطرق الصحيحة لتربية هذه الحيوانات والمحافظة عليها من الأمراض»، مبيناً أن هناك أنواعا عديدة من الطيور من الحمام المسرول، الهزاز، الرقاص، النفاخ، والفراشة، ومن الدجاج البلدي، التركي، الأمريكي، الباكستاني، الرومي، والكوشن، مشيراً إلى أنه يحرص على اقتناء كل نادر من الدجاج والحمام، ويتطلع أن تساعده الظروف لبناء موقع خاص ومنظم للطيور، من أجل توفير مناخ مناسب لها يساهم في تكاثرها. الشقيقان فهد وعبدالله وقفا في سوق الطيور وبجانبهما قفص مملوء بالحمام الرقاص والهزاز، حرصا على توفير كمية من المياه لسقيا الحمام في جو حار، وقالا «إن حرارة الجو تؤدي لتطفيش المتسوقين، فتجعلهم ينصرفون مبكراً مما قلص عمليات البيع والشراء»، وأشارا إلى أن الأسعار أقل من الأسعار الأسواق في المناطق الأخرى، وأرجعا ذلك لعدم اهتمام البلدية بهذا الجانب وتركها العاملين في هذه السوق تحت أشعة الشمس بلا خدمات تذكر، مما ساهم في عزوف الكثير من الناس عن التسوق حتى تصلح الأمور.