لجأت إمارتا عسير وجازان إلى المقام السامي إثر عمد وزارة المياه إلى نقل مبلغ 2.7 مليار ريال اعتمدت أصلا لإنشاء محطة تحلية الشقيق الثالثة، وتوزيع المبلغ لصالح مشاريع للصرف الصحي والسدود في عدد من المناطق. وأبرقت الإمارتان للمقام السامي بشأن تجاوز وزارة المياه والكهرباء الأنظمة وتعطيل مشروع تنموي مهم يوفر الأمن المائي لمنطقتي جازان وعسير على مدى ال20 عاما المقبلة، وبحسب مصادر تحدثت ل «عكاظ» أمس فإن وزارة المياه أبرقت إلى وزارة المالية لتوزيع مبلغ 2.7 مليار ريال اعتمدت من خارج الميزانية بناء على أمر ملكي لمواجهة أزمة المياه في المنطقتين، وطلبت توزيع المبلغ لصالح مشاريع أخرى وهو الأمر الذي أثار حفيظة المسؤولين في منطقتي جازان وعسير. من جهته، قال مسؤول في وزارة المياه إن نقل الاعتماد المالي لمحطة الشقيق الثالثة وتوزيعه لصالح مشاريع أخرى لا يعني عدم انتفاء الحاجة وإنشاء المشروع مستقبلا، غير أن الوزارة «لاحظت وجود كمية كافية من المياه التي تضخ لمنطقتي جازان وعسير الآن، كما أن العمل يجري لتحسين الطاقة الإنتاجية لمحطة الشقيق الثانية، وإنشاء سدود للخزن المائي، ولدى الوزارة إلى جانب ذلك كله أولويات تتطلب دعما ماليا كبيرا». ويبلغ سكان منطقة عسير حاليا نحو 2.2 مليون نسمة، وتقدر نسبة النمو السكاني سنويا بنحو 3.5 في المائة، فيما يبلغ عدد سكان جازان 1.7 مليون نسمة، وتقدر نسبة النمو السكاني بنحو 2 في المائة. وتتحدث وزارة المياه عن أن تكاليف إنشاء وتطوير محطة تحلية الشقيق الثانية بلغت خمسة مليارات ريال ونفذتها شركة «الشقيق للمياه والكهرباء» التي تأسست بمرسوم ملكي بتاريخ 1/2/1428ه، بهدف سد احتياجات منطقتي جازان وعسير من الماء والكهرباء. وتتضمن قائمة حاملي الأسهم في مشروع المحطة صندوق الاستثمارات العامة بنسبة 32 في المائة والشركة السعودية للكهرباء بنسبة 8 في المائة، وكل من شركة الخليج للاستثمار وشركة ميتسوبيشي وشركة أعمال المياه والطاقة الدولية «أكوا باور إنترناشونال» بنسبة 60 في المائة، وشركة أعمال المياه والطاقة الدولية (أكوا باور إنترناشيونال) هي المطور الرئيس للمشروع الذي بدأ فيه العمل الإنشائي في مارس 2007، وهو رابع مشروع مستقل للإنتاج المزدوج لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة طورته أكوا باور إنترناشيونال كأحد مشاريعها السبعة في المملكة، التي سيبلغ كامل طاقتها الإنتاجية عند الانتهاء منها جميعا 2.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميا و6.5 ألف ميجاواط في الساعة من الكهرباء منتشرة في شرق وغرب وجنوب المملكة.