سيكون عشاق كرة القدم على موعد مع الإثارة مجددا، عندما يلتقي برشلونة وريال مدريد على نهائي كأس ملك إسبانيا في ملعب المستايا في كلاسيكو ثالث هذا الموسم، ويمثل اللقاء أهمية منقطعة النظير بين الخصمين اللدودين، حيث يتطلع البرشا إلى انفراده باللقب للمرة ال26 على مدار مشاركاته، بجانب تأكيد تفوقه على الريال بالتحديد خاصة هذا الموسم الذي شهد نتيجة تاريخية بين الفريقين في الدور الأول لليقا (5/0) على ملعب نوكامب، قبل أن يكتفيان بالتعادل الإيجابي (1/1) في مباراة الرد مطلع الأسبوع الحالي، وقد تكون الفرصة مواتية لتكرار إنجاز الموسم قبل الماضي، عندما حقق جميع البطولات التي يشارك فيها، وببطولة الكأس يكون الفريق ضمن لقبه الثاني عقب الليقا الذي انفرد بصدارته بفارق جيد من النقاط يصل إلى 8. في المقابل، يتمنى الريال الملكي رد التحية لغريمه من الخسارة القاسية ذهابا في الدوري الإسباني، وتعويض إخفاقه في الليقا بعد أن فقد فرصته في تجدد المنافسة معه، علاوة على ذلك تزداد الضغوط يوما بعد آخر على المدرب البرتغالي مورينهو لتحقيق لقب يخفف شيئا منها، خاصة في المسابقة القارية وهذه البطولة بالتحديد كون لقبها ظل غائبا عن خزائنه ل18 عاما منذ نسخة 19921993م، كما أنه يأمل في الحد من التفوق المتكرر للبرشا في السنوات الأخيرة وإعادة التوازن للمعادلة بينهما، وستلقي نتيجة اللقاء بظلالها على مواجهتي الفريقين المقبلة في دوري أبطال أوروبا عندما يلتقيان في نصف النهائي، إجمالا المواجهة ستحمل في طياتها الكثير من المتعة والإثارة قياسا بالتنافس التاريخي بين الطرفين. برشلونة x ريال مدريد يتوقع الكثير من المراقبين أن يكون التفوق حليفا لبرشلونة بالنظر في واقع الفريقين ونتائجهما هذا الموسم، وبمتابعة مسيرتهما في الأدوار الأولى نجد تباينا في ذلك، إذ تخطى البرشا دور ال32 بفوزه على سبتة (2/0) ذهابا على ملعب ملعب ألفونسو موروبي، قبل أن يسحقه بخماسية مقابل هدف إيابا في كامب نو، وفي دور ال16 فشل الفريق الكتالوني في تحقيق الفوز في مواجهتي الذهاب والإياب أمام اتلتيكو بيلباو، حيث تعادلا على أرض الأول سلبيا وفي المواجهة الأخرى بهدف لمثله على ملعب سان ماميس، مما منح البرشا أحقية التأهل بأفضلية الهدف خارج قواعده، وفي ربع النهائي حقق فوزا عريضا ذهابا على حساب ريال بيتس (5/0) في عقر داره، وخسر إيابا على ملعب ضيفه (1/3)، وأكد أحقيته بالوصول للنهائي باكتساحه نده ألميريا (5/0) ذهابا على ملعبه، و(3/0) إيابا في خوان روخاس ضمن لقائي نصف النهائي، ويتمتع البرشا بحضور ذهني وعناصري بجاهزية جميع اللاعبين للمواجهة، الأمر الذي سيضع المدرب غوارديولا أمام خيارات عدة لخطته التي لن تخلو من التوازن، وعلى الرغم من الطريقة التي ينتهجها وأصبحت واضحة للجميع، إلا أن الخصوم فشلوا في التعامل معها عل آخرهم الريال نفسه في المواجهة الأخيرة بينهما سبق ذلك فشله في ست مواجهات كلاسيكو سابقة في تحقيق الانتصار، ويمنى غوارديولا نفسه بتأكيد تفوقه الثنائي على مورينهو وبرهنت نجاحاته المتكررة على أرض الواقع من خلال تسجيل انتصار جديد ستكون نتيجته اللقب، وهو سيعتمد على أبرز لاعبيه ميسي الذي ينافس على صدارة الهدافين ب7 أهداف، كذلك دينمو الوسط تشافي وزميله انييستا، وبيدرو رودريغيز (4 أهداف)، وسيدو كيتا (هدفين)، بجانب الهداف فيا والأخطبوط بويل وغيرهم من الأسماء اللامعة. في الجهة الأخرى، استهل ريال مدريد المسابقة بمواجهة ريال مورسيا المتواضع وسقط في فخ التعادل السلبي في المواجهة الأولى، قبل أن يكتسحه (5/1) على ملعبه، ليصعد لثمن النهائي في مواجهة ليفانتي حيث سحقه (8/0) ذهابا في سنتياغو وخسر إيابا على ملعب سيوتات دي فالنسيا (0/2)، إلا أنها لم تكن مؤثرة نظرا للنتيجة اللقاء الأول، وفي ربع النهائي التقى جاره اتلتيكو مدريد وتغلب عليه (3/1) في عقر داره، وفي فيسنتي كالديرون حقق الانتصار بهدف وحيد ليصعد إلى نصف النهائي أمام إشبيلية، إذ كسب المواجهتين ذهابا (1/0) على أرض خصمه و (2/0) في ملعبه، ويتميز الريال بحسه التهديفي في المسابقة إذ أحرز 19 هدفا إلى الآن، إلى جانب منافسة نجمه البرتغالي على صدارة الهدافين برصيد 6 أهداف، إضافة إلى الفرنسي كريم بنزيمه (5 أهداف)، والألماني مسعود أوزيل (3 أهداف)، ويواجه البرتغالي مورينهو تحدي جديد لاختبار قدراته على تحقيق أحلام الفريق الملكي، حيث يواجه انتقادات حادة منذ فشل الفريق في استمرار المنافسة على لقب الليقا، مما زاد حجم الضغوط التي تواجه لتحقيق الألقاب، وهو سيكون منطقيا لحد بعيد في تحقيق التوازن بين خطوط فريقه وتجاوز سلبيات المواجهة الأخيرة التي أظهرت أخطاء عدة، سواء في الأسماء التي خاضت اللقاء أو خطة اللعب التي تغيرت أكثر من مرة وفق معطيات مجريات المباراة، علاوة على ذلك فإن الفوز على البرشا بالتحديد في هذه المواجهة سيرد اعتباره لفقدانه المنافسة على لقب الليقا بعد أن أسهم برشلونة وبشكل مباشر في ذلك من خلال حصد 4 نقاط وسعت الفارق النقطي بينهما، كما أنه سيوصل الفريق للقبه الثامن عشر في هذه المسابقة ويعيده إلى طريق البطولات التي غاب عنها كثيرا.