كنت متعاطفا مع الرئيس السابق لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي بعد ما واجهه من هجوم وتعد على رأي طرحه، وكان الهجوم لا عقلانيا، لدرجة أنهم أعلنوا «هو يحمل شهادة محاسبة، ولم يسألوا أنفسهم: لماذا قبل في منصب، إن كان تخصصه لا يصلح له»؟ وهناك من لامس عقيدته، وثمة شباب حاولوا اقتحام بيته برعونة، من باب إفحامه، دون أن يكترثوا لحرمة البيوت، وأنه لا يمكن للغرباء الدخول لمنزل ما لم يسمح لهم صاحب المنزل. تعاطفت/ وتوقعت أنه سيبعد من منصبه؛ لأن الصراع اللاعقلاني كان على أشده بين التيارين، وكان رأي الشيخ الغامدي يضرب فكرة التيار الذي ينتمي ويعمل له. ورغم رحيله استمر الصراع بينه وبين من أغضبهم رأيه، وفصل ابنه الأول من الهيئة التي كان هو مديرها، ثم أحيل ابنه الآخر للتحقيق بواسطة رئيس الهيئة الجديد الشيخ سليمان الرضيمان، فخرج الشيخ «الغامدي» الثلاثاء الماضي في تصريح لصحيفة «شمس» يعلن وبصريح العبارة: «ابني يتعرض للمضايقة، وقد يكون مصيره كمصير شقيقه الذي تم فصله، وهم يهددونه بعدم الترسيم، وإن لم يمتنعوا عن مضايقاتهم لنا سأفتح ملف الفساد الإداري الذي أحتفظ به، فهو يحتوي على الكثير من القضايا التي شاهدتها ووقفت عليها وسجلتها». هذا التصريح وإن تعاطفت مع أبنائه؛ لأن الأبناء عادة يرثون من الأب حتى صراعاته وكراهية الآخرين، بيد أني لم أتعاطف مع تصريح الرئيس السابق لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ «الغامدي»، بقدر ما أثار هذا التصريح عدة تساؤلات. أهمها: لماذا الآن تحديدا يريد الحديث عن «الفساد الإداري» في الهيئة، مع أنه كان الرئيس لمدة طويلة؟ ثم هل المصلحة الخاصة أهم من المصلحة العامة، لهذا كان الشيخ «الغامدي» صامتا عن «الفساد الإداري» وطوال الوقت يسجله ولا يغيره إلى أن بدؤوا يلامسون مصالحه ومصالح أبنائه، فقرر أن يفضح الفساد الإداري، هذا على افتراض أن ثمة فسادا إداريا؟ خلاصة القول: إن تصريح الشيخ الغامدي لا يدين الهيئة فقط «إن كان على صواب»، بل يدين نفسه بصمته طوال هذا الوقت، لأن تصريحه ودون قصد منه، يكشف لنا أن الرئيس كان سيستمر على صمته لو لم يلامس أحد مصالحه أو مصالح أبنائه. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة