حذر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الفتيات من الوقوع في عملية الابتزار باستخدام وسائل الاتصالات والتقنية الحديثة من قبل بعض الرجال في مختلف المواقع، وقال ل «عكاظ»: من يقدمون على هذا الفعل يقتنصون المرأة ويبتزون كرامتها. ودعا آل الشيخ الفتيات اللائي يتعرضن للابتزاز إلى ضرورة مقاومة أولئك المفسدين وإبلاغ الجهات المعنية، محذرا في الوقت ذاته من الاتصالات الهاتفية المشبوهة وعدم الاستجابة لها والانسياق بمعسول القول من الرجال الأجانب، كما وجه نصيحته للمبتزين بضرورة الالتزام بتقوى الله وعدم الانسياق وراء شهواتهم ورغباتهم؛ لأنه كما تدين تدان. وأضاف المفتي «على الفتاة ألا تجعل وسيلة الاتصال بالاستماع لهذا وذاك، فكم من رجال يقتنصون المرأة ويبتزون كرامتها من خلال هذه الاتصالات المشبوهة التي يرون فيها عقد علاقة مع امرأة أجنبية عنهم لا قرابة تربطهم ولكنهم دعاة السوء». مشددا على أن الواجب عليها (المرأة) أن تقف من هذه التعديات موقف الصلب الذي لا يتساهل أمام المظاهر الخداعة، كما أن على الفرد المسلم أن يتقي الله في نفسه، وأن يحذر من إفساد الغير ويعلم أنه إذا أفسد غيره فإن الله سيسلط عليه، فإن أفسد نساء أخريات فإن الله قادر على أن يريه في نفسه مثل ما فعل بالفتيات. وأكد المفتي على أهمية الدور الذي تضطلع به الجامعات والمدارس والمعاهد العلمية في مواجهة ظاهرة ابتزاز الفتيات بوصفها تحتضن آلاف الطلاب والطالبات، الذين يقضون ساعات طويلة في رحابها وذلك بالإصلاح والتوجيه والنصيحة وإزالة الشر ودرء المفاسد. من جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء عضو هيئة كبار العلماء الدكتور صالح بن حميد، على أن الابتزاز محرم لأنه يضر بالآخرين نفسيا واجتماعيا وماليا، واستغلال للمنصب والقوة بطريق غير مشروع، كما أنه هتك للأسرار والحرمات وإيذاء للمؤمنات والمؤمنين. وقال ابن حميد «إن الابتزاز وسيلة محرمة لتحقيق أمر محرم اجتمعت فيه حرمة الوسيلة حرمة الغاية»، مستشهدا بقوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما عظيما). وعدد ابن حميد أنواع الابتزاز: منها العاطفي، المادي، والإلكتروني، وأرجع أسبابه إلى ضعف الوازع الديني، ويمثل وفقا لدراسة أجرتها «الهيئة» 49.8 في المائة، ودخول وسائل الاتصال الحديثة في حياة الأسر وتعدد استخداماتها، والعمالة الوافدة وبعض القنوات الفضائية والإعلام الهابط ويمثل ذلك نسبة 25.7 في المائة، وتقصير الأسر في توجيه الأبناء وعدم مراقبتهم والجهل ببعض الأمور والحرمان من المحبة والتودد بنسبة 13.3 في المائة وحب التجربة والتقليد والتأثير وأصدقاء السوء بنسبة 1.2 في المائة، مؤكدا أن من آثار قضايا الابتزاز، نشر الجريمة، هدم حياة الشخصيات الضحايا، نشر الأمراض النفسية والجنسية ونشر الفوضى والخوف وعدم الطمأنينة.