يشهد ملعب كامب نو في إسبانيا ملحمة جديدة بين صاحب الأرض برشلونة وضيفه شاختار الأوكراني، وتعد هذه المواجهة السادسة بينهما في مختلف المسابقات والخامسة في دوري أبطال أوروبا، إذ سبق أن تواجها في دور المجموعات نسخة عام 2004 وتبادلا نتيجة اللقاءين، حيث فاز برشلونة ذهابا (0/3)، قبل أن يرد شاختار التحية إيابا على ملعبه (0/2)، والتقيا مجددا في نسخة 2008م وتبادلا النتيجة أيضا، إذ خسر شاختار اللقاء الأول على أرضه (2/1)، وفاز على ملعب الكامبو نو (2/3)، وكان لقاء الفريقين الخامس على نهائي كأس السوبر الأوروبي عام 2009م والذي توج بلقبه الفريق الكاتالوني بعد التمديد (0/1)، ويتميز الفريقان بتكافؤ نتائجهما على مدى المواجهات التي جمعتهما، الأمر الذي يلغي فرضيات الأفضلية. وفي لقاء إنجليزي إنجليزي، يلتقي مانشستر يونايتد مع مضيفه تشلسي على ملعب الستامفورد بريدج في لندن، وسبق أن التقى الجانبان في نهائي البطولة 2008م، وحقق حينها مانشستر اللقب بركلات الترجيح (5/6) بعد تعادلهما في الأوقات الأصلية والإضافية (1/1)، وستكون المباراة فرصة للتأكيد بالنسبة للشياطين وللتعويض لتشلسي، وهي ستحمل عنوان الإثارة قياسا بسمعة وتاريخ الفريقين وتنافسهما الطويل. مهمة معقدة وصعبة تنتظر الفريقين على الرغم من الفوارق الفنية بينهما، فالبرشا الذي تجاوز آرسنال في ثمن النهائي يدرك قوة خصمه الذي سجل مواقف عديدة في مواجهاته معه، ويأمل في إنهاء التنافس الأزلي بينهما بحصد الفوز الرابع له وتأمين حظوظه نحو نصف النهائي بنتيجة تخدم حساباته في لقاء الرد. ويدخل البرشا اللقاء متسلحا بعاملي الأرض والجمهور وبمعنويات مرتفعة بعد توسيعه الفرق مع مطارده المباشر في الليقا إلى ثمان نقاط بفوزه الأخير على فياريال (0/1) في الجولة الماضية، علاوة على ذلك فهو يتمتع بجاهزية جميع لاعبيه المؤثرين في خارطة غوارديولا، إلا أن ذلك لا يبدو كافيا لتحقيق الفوز خاصة مع تمرس وقوة الطرف الآخر. ويعي غوارديولا أن عنصر المفاجأة ربما يحدث طالما حدث سابقا وعلى أرض فريقه وبين جماهيره من ذات الفريق بالتحديد، لذلك سيعمل جاهدا على تحقيق التوازن بين كافة الخطوط وعدم الاستهانة بنده، مع العمل على استغلال نقاط الضعف في خصمه، إلى جانب العوامل الإيجابية المهيأة له لتسجيل نتيجة تمهد له طريق العبور نحو نصف النهائي، وسيدخل بالأسماء المعتادة في تشكيلته في رأس الحربة دافيد فيا وعبر الأطراف بيدرو وميسي ومن خلفهم إنيستا وتشافي وماسكيرانو، ورباعي الدفاع ألفيش، ماكسيول، بيكيه، والأخطبوط بويل، ومن خلفهم الحارس فالديز. في المقابل، سيدخل شاختار اللقاء على اعتبار أنه فرصة قد توصله لأول مره في تاريخه لنصف نهائي المسابقة، وهو سيكون بعيدا عن الضغوط، إذ أنه مطالب بتقديم ذات المستويات الذي ظهر عليها في مواجهاته السابقة من البطولة، والتي أحرج من خلالها فرقا ذات باع طويل على الساحة الأوروبية يأتي في مقدمتها آرسنال وروما وبرشلونة في أوقات سابقة. ومدربه المحنك ميرسيا لوشيسكو يجيد تماما قراءة المباريات والتدخلات في الأوقات المناسبة، وقد استطاع أن يصنع فريقا مرعبا يضم نخبة من اللاعبين البرازيليين والأوروبيين، يأتي في مقدمتهم البرازيلي لويس أدريانو والكرواتي أدواردو دا سيلفا اللذان يملكان ثمانية أهداف مناصفة بينهما، ومن خلفهم جادسون رودريغز داسيلفا وويليان (هدفين لكل منهما)، وسيكون منطقيا لحد بعيد في خطته، إذ سيعمل على إغلاق مناطقه الخلفية ومراقبة مفاتيح اللعب في خصمه، مع الاعتماد على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة واستغلال المساحات الخالية المتوقعة من زحف صاحب الضيافة، على أمل الخروج بنتيجة التعادل على أقل تقدير والتي سيكون لها مردودها الإيجابي على الفريق من خلال مباراة الرد. حانت الفرصة التي كان ينتظرها تشلسي بفارغ الصبر لرد التحية لغريمه مانشستر يونايتد من خسارة نهائي نسخة 2008م في ذات المسابقة. والفريق اللندني عانى من عدم استقراره في الدوري المحلي الذي يحتل فيه المركز الرابع فتارة يحقق الانتصار وأخرى يتعثر بالتعادل أو بالخسارة مما أفقده فرصة المنافسة على اللقب بعد أن أصبح الفارق مع المتصدر إلى 11 نقطة، لينحصر أمله في المنافسة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري الأبطال، علما أنه تعادل في الجولة الماضية مع ستوك سيتي بهدف لمثله، ويريد التعويض من خلال استحقاقه الأوروبي الذي يمني فيه النفس بتكرار الوصول للنهائي للمرة الثانية في تاريخه، كما يأمل في تسجيل نتيجة تبعده عن الحسابات المعقدة على أرض خصمه في مواجهة الرد. ومدربه المخضرم كارلو أنشيلوتي يعتمد على الأسماء الأساسية بتواجد إنيلكا وتوريس في خط المقدمة مع الاحتفاظ بالورقة الرابحة دروغبا للاستعانة بخدماته في الأوقات الحرجة من اللقاء، إلى جانب مايكل إيسيان وفرانك لامبارد وفلورين مالودا وأشلي كول وجون تيري وجون اوبي ميكيل. في المقابل، لن يجازف مدرب الشياطين السير فيرغسون بخطة هجومية، حيث سيعمل على تحقيق التوازن في خطوطه الثلاثة مع استنزاف قوة خصمه والمحافظة على نظافة شباكه لحين موعد مباراة الإياب على أرضه. وكتيبة فيرغسون لم تخض اختبارا حقيقيا في البطولة على اعتبار أن الفرق التي واجهها كانت أقل بكثير من إمكانياته، وستكون مواجهة تشلسي اختبارا حقيقيا لقدرته على مواصلة المشوار إلى نهايته، ويعاب على الفريق ندرة أهدافه مقابل قوة دفاعه، الأمر الذي يعكس منطقية مدربه الخبير الذي سيعتمد كثيرا على تحركات روني في المقدمة بجانب المكسيكي خافيير هرنانديز وغيغز والبلغاري ديميتار برباتوف، إضافة إلى الجناح البرتغالي لويس ناني والكوري الجنوبي بارك جي سونغ. إجمالا المواجهة ستكون غامضة نظرا لتنافس الفريقين المحموم وتبادلهما النتائج عبر لقاءاتهما الماضية، لعل آخرها في الدوري المحلي والذي ابتسم فيه الحظ للفريق اللندني بفوزه بهدفين مقابل هدف.