مهلا يا من يصفونك بالشيخ، أعلم أنني في نظرك وقاموس من يسيرون خلفك مغمضين أعينهم مجرد «كويتب» غير معروف، يحاول أن يبحث عن الشهرة بالرد عليك. ولكن صدقني أنني أتحدث هنا كمواطن شريف وبسيط لا أكثر، إنسان مسلم سعودي وحر، يهمه ومن أبسط واجباته أن يبقى وطنه متلاحما بكل فئاته وانتماءات أهله وأشكالهم وألوانهم وأعراقهم ومذاهبهم وأطيافهم. لم أعتد أن أرد على أحد ولا أجيد طريقة الركض وراء التصرفات التي في وجهة نظري أشبه بعرض العضلات والبحث عن الأضواء لمجرد الأضواء لا أكثر، حتى وإن كان على حساب أي شيء ومن أجل أي شيء بأية طريقة وأي ثمن. سبق وأن حذرت في هذه المساحة البسيطة من استغلال تقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأهل العلم الحقيقيين، نعم استغلال هذا التقدير من قبل البعض للتقليل من الآخرين والذهاب إلى أبعد من ذلك بالتشكيك، وهذه والله الفتنة التي كنت أتنبأ بها من قبل، وهنا أعود وأكرر نحتاج موقفا حاسما من هيئة كبار العلماء الأفاضل تجاه هذه الأصوات بالنصح أولا، ثم بالحد الشرعي إن لم ينتصحوا. إن البعض تناسى أن الملك عبد الله قال في خطابه التاريخي صراحة: «ولا أنسى مفكري الأمة وكتابها الذين كانوا سهاما في نحور أعداء الدين والوطن والأمة»، مع التأكيد على دور العلماء الأفاضل، وهكذا نود أن نكون مجتمعا واحدا متماسكا كما يراه الملك، لا كما يود البعض أن يكون. يؤسفني يا شيخنا العريفي أن أمثالك يمارسون بطولات لا أساس لها في خطب لا فائدة منها، غير إشعال الصدور وتقسيم الصفوف. حاولت أن أقنع نفسي يوما أنك لا تبحث عن الشهرة عندما قلتها صراحة إنك ستصور في القدس، والحمد لله أن هناك اختراعا اسمه يوتيوب، ومع غضبة الشارع وتراجع الشعبية رأيتك بأم عيني في أسواق جدة تركض من محاضرة إلى أخرى حتى استقر بك الحال في جامع الحارة التي كنت أسكنها، ركضا للحاق بما تبقى من الصورة التي خفت عليها، وأقنعت نفسي أن الرجل لديه أهداف سامية أخرى. وما هي إلا أيام حتى أطلت ابتسامتك من الحد الجنوبي مع ألبوم صور منوع، وزع في الإنترنت مثل النار في الهشيم، واستعذت من الشيطان وقلت إن الرجل ذهب ليشحذ همم الرجال. أما اليوم وبدون أي سبب تخرج بهذه الخطبة العصماء وتتحدث عن حرب الخليج وأيام خلت منذ 20 عاما، ولا أعلم أي أحداث استشهدت بها ومدى صدقيتها، لتقلل من شأن الكتاب وتذكرهم بأسلوب لا يليق مع كثير من الصراخ فهذا والله المخيب والقشة التي قصمت ظهر بعير صورتك، وبالنسبة لي كمواطن أتحدث لن أحترمك من اليوم ولن أثق فيك لأن هذه أكدت ما قبلها. وأخيرا لا أود أن أدافع عن «عكاظ»، ولكن وددت أن أذكرك ب «لا للفوضى» وشقيقاتها من الشعارات التي كانت تزين صفحتها الأولى في ذروة الأيام الماضية والخط الشعبي المفتوح، والحس السياسي الرفيع في التعامل مع الأزمة.. هل قلت الحس السياسي؟، ربما لا تعرفه أو تحتاج إلى درس في ما يعرف بالحس السياسي في التعاطي مع الأزمات، وتعزيز التضامن الشعبي واستقرار المجتمع. أخي العريفي، رسالة من مواطن بسيط: دعنا نحترمك. فأهل العلم الحقيقيون. يميزهم الثقل وقلة الحديث إلا في المفيد الموجز، التواضع والهدوء والحكمة والكياسة صفة كبار العلماء، ليتك تتعلم منهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة