اهتمت الدولة بالمعوقين عامة والمصابين بالتوحد بصفة خاصة، حيث يعد التوحد من المجالات ذات الأهمية في ميدان التربية الخاصة، والتوحد من الفئات التي يجب النظر إليها بعين الاعتبار؛ لتزايد أعداد الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب في مختلف الثقافات والجنسيات في شتى أنحاء العالم. ففي كل مكان من بلدان العالم يوجد العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد، ونسبتهم في زيادة مستمرة تدريجيا، مما يستدعي مزيدا من الدعم والمساندة التي يجب أن توجه إلى هؤلاء الأطفال، والاهتمام بهم ورعايتهم في كافة جوانب النمو، شأنهم في ذلك شأن أقرانهم من العاديين. إن اضطراب التوحد يختلف من فرد إلى آخر، ومن النادر أن نجد طفلين يعانون من نفس المشكلات، فمنهم من يعاني مشكلات سلوكية واضطرابات انفعالية حادة متلازمة مع قصور النمو اللغوي، ومنهم من يعاني من قصور في التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين ولديه سلوكيات نمطية متكررة أو يعاني مشكلات وقصور في النمو المعرفي بمجالاته المختلفة، ومنهم من يعاني مشكلات وصعوبات متعددة مما سبق الإشارة إليه. وهناك بعض الإرشادات لأسرة الطفل التوحدي منها: أن تتعرف الأسرة على مرض التوحد بشكل عام وتأثيره على حياة الطفل والصعوبات النفسية والعقلية التي يعاني منها الطفل ودور المرض في نموه العقلي، والتعرف على إمكانيات الطفل التوحدي وكيفية التعامل معه، وتفهم أساليب المعالجة للصعوبات والمشاكل التي يعاني منها الطفل التوحدي، والتعامل مع الطفل التوحدي على مبدأ «هنا والآن» ولا يفكر كثيرا في المستقبل، وعدم جعل الطفل التوحدي محور اهتمام الأسرة كلها، وأن تكون العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة طبيعية وعدم الابتعاد عن المعارف والأصدقاء بسبب مرض الطفل، وإلحاق الطفل التوحدي بالمراكز أو المؤسسات المتخصصة لمساعدة هؤلاء المرضى على اكتشاف قدراتهم الحقيقية وتنميتها بأنفسهم. بدرية أحمد العنزي مديرة الابتدائية الخامسة في تبوك