يتوارى خجلا من ملاحقة الدائنين، ويدقّ قلبه مع كل رنة يحسبها إنذارا مبكرا قبل وقوع الذي يحذر منه، فأحدهما قرر أن يسجنه، والآخر يتوعده بتقديم شكوى ضده لدى قسم شرطة القصيم إن هو لم يسدد ما عليه من دين طال أمده. هكذا تدور حياة رشيد عبيد السليطي بين الخوف والرجاء على أمل أن يأتيه الفرج عما قريب، فمشكلته أنه يعاني من إعاقة حركية، وتزوج من سيدة أنجبت له ثلاثة أبناء، إلا أن زواجه منها لم يدم طويلا فوقع الطلاق، وبعد الانفصال بمدة تزوج من أخرى أنجبت له ولدين وبنتا. ولأنه يستلم 1600 ريال موزعة بين الضمان والشؤون الاجتماعية، ومبلغا آخر من الجمعية الخيرية مقداره 700 ريال، ظل يبحث عما يعينه على متطلبات الحياة والزوجة والأطفال، فاضطر للاستدانة ليقع تحت طائلة الديون، فأحدهما يطلبه 21 ألف ريال والآخر 16، وهو لا يملك وسيلة للوفاء بدينهما. يقول رشيد، «سبق توقيفي في الحقوق المدنية بسبب شكوى من صاحب المنزل، واليوم أخشى أن يعيدني للتوقيف مرة أخرى ويحرمني من أبنائي، خاصة وقد حان موعد الإيجار البالغ قدره 12 ألف ريال، ولا دخل لي سوى مدخولي السابق، ورغم أني أحمل شهادة في صيانة الأجهزة الإلكترونية من مركز التأهيل الشامل في البكيرية، وخبرة في الحاسب الآلي وكمأمور سنترال لعامين، إلا أنني لم أوفق في الحصول على عمل». (تصوير: المحرر)