من قال إنه يحق للزوج أو الأخ أو حتى الأب أن يعتدي على راتب المرأة؟ المرأة لها ذمة مالية مستقلة مثلها مثل الرجل وبالتالي إذا ما التحقت بعمل ما تتقاضى عليه أجرا فهذا الأجر أو الراتب حق خالص لها لا يحق لأي كان أن يعتدي على هذا الحق (الراتب) أو أن يجبرها على دفعه له أو جزء منه. ومناسبة هذه المقالة أن كثيرا من التساؤلات تم طرحها مؤخرا بشأن أن بعض الأزواج يجبرون زوجاتهم على تسليمهم رواتبهن مقابل السماح لهن بالعمل أو لأي أسباب أخرى وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الآباء وأحسبهم قلة بإذن الله. بل والأدهى والأمر أنه نما إلى علمي أن هناك أحد الآباء يرفض زواج ابنته بسبب تمسكه بالراتب، وآخر اشترط على العريس أن يتنازل عن راتب عروسه لوالدها مقابل موافقة الأب على زواج ابنته. ولكم أن تتخيلوا أن العريس ووالد العروس يتفاوضون بشأن الراتب والذي هو حق خالص لصاحبته ودون حتى إشراكها في الأمر. وأوضح أن كل ما سبق اعتقادات وتصرفات خاطئة تماما كون أن الراتب حق للمرأة تتصرف فيه كيف تشاء فإن أرادت هي ومن تلقاء نفسها ودون جبر أو إكراه بأن تشارك زوجها مثلا في مصروف المنزل وأعباء الحياة أو أن تساعد والدها ماديا فجزاها الله خيرا وهذا أمر جدا محمود، وأما إذا أرادت الاحتفاظ به لنفسها فهذا حقها لا منازع لها فيه، وأي اعتداء على راتبها باطل. * المحامي والمستشار القانوني [email protected]