• «أنت أحمد جميل» ماركة مسجلة لابن الهنداوية، تطلق على أي لاعب يبدع في الدفاع ويتألق، هكذا تعلمناها في الصغر، ولما كبرنا وشاهدنا أحمد جميل بشحمه ولحمه سلمنا بها، عرفنا إلى أي مدى كان جميل الاتحاد مؤثرا في تكوين شخصية الدفاع، وكيف لا؟ وهو من غير مفهوم المدافع في نظرة المجتمع الرياضي الذي كان إلى حد قريب لا يؤمن به ولا يحبذ أن يكون من بين أبنائه مدافع. • «أنا أحمد جميل» سمعناها كثيرا في دوري الحواري وفي المدارس، سمعناها من الاتحادي ومن الأهلاوي والهلالي، وكل من كان يريد أن يلعب ويتقمص دور كاريزما القائد المخلص والمتفاني ليشعر حينها بنشوة هذا المسمى، كم كنا نتسابق عندما نلعب الكرة من فينا أحمد جميل، فيقول أحدنا: أنا أحمد جميل، ويرد عليه الآخر: لا.. لا.. أنا أحمد جميل، ويحتدم الجدل بيننا، وربما يصل الأمر إلى حد الزعل، وأحيانا لا نلعب، والسبب أحمد جميل. • هكذا عشقنا أحمد جميل، وهكذا أحببنا فيه روحه العالية والتزامه واحترامه، فكل شيء فيه يمتع حتى في خشونته كان جميلا. • أحمد جميل مدرسة ذات مواصفات إبداعية، قدمت لساحتنا الرياضية العديد من المدافعين المتميزين الذين حملوا جينات السد العالي، التي غرسها في رحم خط الدفاع السعودي منذ زمن بعيد، ليتوارثها جيلا وراء جيل، في ظل حرص كل منهم على إظهار هذه البصمة لأبو ميمون على طريقته الخاصة. • بالأمس، ودعنا هذا العملاق، ولم نودع تاريخه الذي سيحفظ عن ظهر قلب، ويدرس لكل من يبحث عن مفهوم القيادة والإخلاص والتفاني في ملاعبنا الرياضية، بعدما أصابها الوهن في زمن غاب عنه أحمد جميل. فلا نملك إلا أن نقول كما قال زميلنا أحمد الشمراني: • شكرا «أحمد» على التاريخ الجميل. • في خضم هذه الكرنفالات الاحتفالية التي زينت بها نجوم الذهب في سماء الاتحاد، حمزة إدريس الموسم الماضي، وأحمد جميل الموسم الحالي، إلا أنه واكبها بعض العشوائية في التنظيم من قبل الشركة القائمة بالمهرجان، لكن لا يقلل هذا من جهود الثلاثي خالد المرزوقي، محمد الباز، وفراس التركي في إبراز هؤلاء النجوم في مشهدهم الأخير. • الأهلي بين الجاني والمجني عليه.. • لست مع عبد الجواد، ولست ضده، ولكن الهجوم غير المبرر الذي شنته بعض الأقلام الخضراء عليه، لمجرد أنه قال رأيه في (ناديه)، لا يخرج غالبيته عن «فش خلق» لما يعانيه البعض منهم من كبت، بينما ذهب البعض الآخر يبحث عن دور بطولي، لعل وعسى أن يجد مكانا يضع فيه قدمه أمام منصة من يهمه الأمر، فبغض النظر اتفقنا مع عبد الجواد أو اختلفنا، يظل رأيه يجب أن يحترم، ولا سيما أن أهلاوية عبد الجواد غير قابلة للمزايدة عليها. • نعم، لجرأة عبد الجواد في انتقاده للأهلي وإدارته في إطار الانتقاد الفني والإداري للنادي دون الخروج عن النص. وقفة نحفظ لزميلنا العزيز عثمان مالي حقه في بعض المعلومات التي سردناها في تغطيتنا لمهرجان أحمد جميل من كتابه «السد العالي».