تقنية مفاجأة المشاهد بطريقة خداعه طيلة أحداث الفيلم ، تحمسه على أن يعيد أحداث الفيلم في ذاكرته ليكتشف قصة أخرى لم يكن يدركها، والتي تجعل من الممتع إعادة مشاهدة الفيلم. وهي تقنية يحبذها المشاهد بالرغم من انتشارها في عدد من الأفلام، واقتبستها السينما العربية في عدد من أفلامها، ومع أن معظمها اقتبس قصة الفيلم إضافة إلى التقنية، إلا أن هذا لم يؤثر على تقبل الجمهور للفيلم وعلى نجاحه. كفيلم (آسف على الإزعاج) للفنان أحمد حلمي، والذي هو تقليد لفيلم The Sixth Sense (الحاسة السادسة) لبروس ويليس. وفيلم (ألف مبروك) لحلمي أيضا والذي اقتبس من فيلم If Only (فقط..لو) لجنيفر هيويت، والذي لم يلاق نجاحا ليس بسبب تقليده للفكرة، ولكن بسبب تكراره لنفسه في فيلمين على التوالي. وتم أخذ نفس فكرة هذا الفليم في ( زي النهار ده ) لأحمد الفيشاوي وبسمة، ولاقى استحسان الجمهور. فيلم (الريس عمر حرب) لخالد صالح وهاني سلامة، اللذان قاما بنفس دوري الباتشينو وكيانو ريفز ،في فيلم The Devil's Advocate (دعوة الشيطان)، إلا أن المخرج خالد يوسف لم يلقب خالد صالح بالشيطان صريحا في الفيلم، تفهما لديننا ولثقافتنا العربية، والفيلم لم يلاق استحسانا من النقاد أو الجمهور، ليس بسبب تقليد الفكرة أيضا ، ولكن لكثرة المشاهد الإباحية التي لم تضف شيئا للفيلم. فيلم (فاصل ونعود) للفنان كريم عبد العزيز كان سيلاقي نجاحا أكبر من الذي حققه، لولا اضطراب ظروف مصر السياسية الراهنة. مبدعو هوليوود قاموا بتطوير استخدام تقنية مشهد المفاجأة، وقدموها بطرق مختلفة ومتطورة، لدرجة إدخال المشاهد في أحداث سيناريو الفيلم، وهذا ماحصل في فيلم The Illusionist (الموهم)، والذي تدور أحداثه حول ساحر يلعب دوره الفنان ادوارد نوتون، ليكتشف المشاهد في نهاية الفيلم أنه هو أيضا خضع تحت سيطرة الموهم، وبأن ماكان يقوم به ليس سحرا بل خدعة بصرية.. لا بد أن يتمتع المخرج بقدر عال من الحرفية إذا أراد تناول هذه التقنية، فهي تطلب منه أن يجعل كل مشهد يحتمل معنيين بطريقة خفية، وإذا توقع المشاهد نية خداع المخرج له ولو في مشهد واحد ، فمعناه فشل الفيلم.