أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أن قرار إرسال قوات درع الجزيرة المشتركة إلى مملكة البحرين للمساندة في تعزيز أمنها واستقرارها يمثل التزاما جماعيا مؤكدة أن وحدة البحرين «خط أحمر لن يسمح لأي طرف تجاوزه» في إشارة إلى إيران. وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية في تصريح صحافي أمس «إن قرار إرسال قوات درع الجزيرة المشتركة يمثل التزاما جماعيا بأمن مملكة البحرين وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها» مشيرا إلى «أن وحدتها الوطنية خط أحمر لن يسمح لأي طرف بتجاوزه» مجددا «رفض دول المجلس القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون مملكة البحرين أو الاستفراد بها». وأشاد العطية بمواقف دول مجلس التعاون المشرفة والمساندة لمملكة البحرين تعزيزا لأمنها واستقرارها الذي تمثل أخيرا في إرسال قوات درع الجزيرة المشتركة إلى مملكة البحرين للمساهمة في حفظ الأمن والنظام. وقال إن هذه الخطوة إجراء عادي في مثل هذه الظروف وتأتي في سياق تنفيذ اتفاقيات التعاون الدفاعي بين دول مجلس التعاون والمسؤولية المشتركة لدول المجلس في المحافظة على الأمن والاستقرار فيها. من جهة أخرى، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البحريني في طهران وأبلغته احتجاج إيران الرسمي على وجود قوات درع الجزيرة في البحرين، فيما صوت مجلس الشورى على دعم ما سماه انتفاضات البحرين وليبيا واليمن. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال البحريني في طهران وأبلغته «قلق إيران الجاد حيال دخول قوات أجنبية إلى البحرين». فيما اعتبرت وزارة الخارجية البحرينية ما ورد في تصريح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بشأن قوات درع الجزيرة تدخلا في الشأن الداخلي البحريني. وقال وكيل وزارة الخارجية البحريني للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون حمد العامر وفقا لوكالة الأنباء البحرينية: إن دخول قوات درع الجزيرة لمملكة البحرين يأتي انطلاقا من وحدة المصير المشترك وترابط أمن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤولية الجماعية المشتركة للمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة وإن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية والأمنية المشتركة بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون. بدوره، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين عن شكره لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مبادرتهم والتزامهم بإرسال قوات درع الجزيرة المشتركة إلى مملكة البحرين للمساعدة في حفظ الأمن والنظام.. وأشاد سموه بالوقفة الخليجية المشرفة مع مملكة البحرين التي أكدت دول مجلس التعاون من خلالها بأنها يد واحدة في مواجهة التحديات مؤكدا أن دول المجلس كل لا يتجزأ وجميعها تقف صفا واحدا في مواجهة أي تهديد لأمنها واستقرارها. وفي ظل الأوضاع الأمنية أعلنت حالة الطوارئ في البحرين لمدة ثلاثة أشهر في ظل تصاعد التوتر والعنف مع مقتل شرطي ومتظاهر. كذلك أعلن وزير الداخلية عزم السلطات على «فض كل المخالفات التي أطلقت شرارة الفتنة» فيما بدأت الشرطة فتح الطرقات التي يغلقها المحتجون المطالبون بإسقاط الحكومة بحسب مصدر أمني. أما الموقف الأمريكي، فدعا السلطات البحرينية إلى «اتخاذ خطوات الآن» للتفاوض في شأن حل سياسي للأزمة، حسبما أفصحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وقالت في القاهرة التي وصلت إليها في أول زيارة منذ قيام «ثورة 25 يناير» تستمر يومين «ينبغي أن يتخذوا خطوات الآن للتفاوض في شأن حل سياسي».