رأى صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، أن ما تشهده المملكة من تطور كبير في مجالي الصحة والتعليم يجسد اهتمام ولاة الأمر بهذين المجالين. وأضاف أثناء تدشينه البارحة الأولى اللقاء العالمي الثاني لصحة الثدي الذي دعا إليه قسم الجراحة في كلية الطب في جامعة الدمام بالتعاون مع جامعة فلوريدا «أن نجاح جامعة الدمام في أداء الدور المطلوب منها في مجال التعليم العالي والتدريب وما يرتبط به من مجالات تطبيقية، لعل من أهمها دور الكليات الصحية والمستشفيات الجامعية، هو نتاج طبيعي لما يحظى به التعليم العالي من عناية ودعم كبيرين». ونوه الأمير جلوي على أهمية اللقاء العلمي الذي يركز على أحدث الطرق والمستجدات في الاكتشاف المبكر للمرض وعلاجه ومتابعة المريض بعد العلاج، داعيا أن يخرج اللقاء بتوصيات إيجابية تضع خطة استراتيجية تعمل على إيجاد الفريق المتكامل المتعدد التخصصات القادر على التعامل مع مشكلة سرطان الثدي الصحية. وفي سياق متصل، قال مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله بن محمد الربيش، لم يعد دور مؤسسات التعليم العالي والجامعات على وجه الخصوص قاصرا على التعليم وتقديم المعلومة، ولكن تجاوز هذا الدور التقليدي النمطي وأصبحت الجامعات هي مصدر الحراك الثقافي والبحثي والخدمي وتقديم الاستشارات والدراسات وأصبحت المشاركة الاجتماعية للجامعات جزءا لا يتجزأ من رسالتها. واستطرد الدكتور الربيش «قيام كلية الطب في الجامعة على تنظيم اللقاء بالتعاون مع جامعة فلوريدا ما هو الإ مؤشر على سعي الجامعة الحثيث على توفير فرص نقل التجارب وتبادل الخبرات وعقد برامج التعاون والتوأمة مع الجامعات العالمية العريقة والتي تنعكس إيجابا على عطاء أعضاء هيئة التدريس على موقع الجامعة في الاعتماد الأكاديمي والتصنيف». وكشف رئيس اللجنة المنظمة ورئيس قسم الجراحة في مستشفى الملك فهد الجامعي الدكتور نايف العواد، أن أهمية اللقاء العلمي الذي ينظمه قسم الجراحة في جامعة الدمام بالتعاون مع جامعة فلوريدا الأمريكية، ينطلق من أن أورام الثدي الخبيثة هي الأكثر شيوعا لدى النساء عالميا، ويشير السجل الوطني للأورام في المملكة إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تبلغ نحو 30 في المائة من مجمل الأمراض الخبيثة لدى النساء، ولذلك فإن من أهداف اللقاء دراسة أسباب أمراض الثدي وأحدث الطرق في اكتشافها وعلاجها، بجانب أهمية متابعة المريض بعد العلاج لمن يقدر لهم الشفاء أو لمن يحتاجون إلى رعاية تلطيفية وتأهيلية. وأكدت رئيسة قسم الأمراض في كلية الطب في جامعة فلوريدا ومديرة المركز العالمي لبرامج التعليم لصحة الثدي الدكتورة شهلة مسعود، أن سرطان الثدي يعتبر مشكلة صحية عالمية خطيرة، وذلك ليس بسبب ما يرتبط به من نسبة مرضية عالية فحسب، ولكن ما يصاحبه من مشكلة اجتماعية نفسية حرجة. ومضت قائلة «تعتبر الكثير من النساء فقدانها للثدي بمثابة فقدانها لصورتها الذاتية، وبذلك فإن هذا المرض يختلف باختلاف المريضة، لذلك إذا كنا نطمح في محاربته لابد من دراسة أنماط ظهوره في المناطق المختلفة من العالم حتى نتمكن من إيجاد السبب والعلاج لهذا المرض الخطير». وخلصت الدكتورة شهلة إلى القول «إن التعاون بين المراكز المختلفة يعزز على إيجاد فرص التطور، خصوصا أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا في التشخيص والعلاج لسرطان الثدي».