أكد ل«عكاظ» مختصان في الفلك والزلازل أن تأثير إزاحة محور دوران الأرض نحو 10 سنتيمترات نتيجة الزلزال الذي ضرب اليابان الجمعة الماضية ووفقا إلى ما أشار إليه المعهد الإيطالي للجيوفيزياء ودراسات البراكين أمس الأول «محدود وطفيف ومحصور في مدة اليوم الشمسي». واعتبر مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور هاني زهران، أن الزلزال الذي ضرب اليابان أدى على ما يبدو وفقا للمعهد الإيطالي للجيوفيزياء ودراسات البراكين إلى إزاحة محور دوران الأرض نحو عشرة سنتيمترات، موضحا «أن هذه الإزاحة لا تؤثر على مستوى النشاط الزلزالي في العالم، ولكنها تؤثر بشكل طفيف لا يتعدى بضع أعشار من الثانية على مدة اليوم الشمسي». الحزام الناري وأضاف «تقع اليابان في المحيط الهادي فيما يسمى بحزام النار أو حلقة النار لكثرة ما تشهده المنطقة من زلازل وبراكين مدمرة، وكان من المتوقع حدوث هذه الزلازل المدمرة في أي وقت، ولكن ليس بهذه القوة، حيث يعتبر هذا الزلزال من أكبر الزلازل التي هاجمت الشواطئ الشمالية الشرقية من اليابان والذي صاحبه ظاهرة تسونامي العاتية». وبين الدكتور زهران أن آخر زلزال مدمر حدث بهذه القوة كان في مدينة كانتو عام 1932م، والذي تسبب في خسائر هائلة في المباني والأرواح، حيث قتل ما يقارب من 130 ألف قتيل بسبب هذا الزلزال، أما آخر زلزال مدمر وأكبر في القوة من هذا الزلزال الذي شهدته إندونيسيا في أواخر شهر ديسمبر عام 2004م، وبلغت قوته نحو 9.1 درجة، وتسبب في حدوث دمار شامل في إندونيسيا وفي بعض من الدول المجاورة مثل الفلبين وتايلاند، وامتد تأثير الموجات البحرية العاتية (تسونامي) إلى سواحل بعض الدول في المحيط الهندي، حيث تبلغ سرعة هذه الموجات ما يقارب سرعة الطائرات (نحو 800 كم/ ساعة)، وبالتالي فهي تمثل خطورة بالغة على المدن القريبة من الشواطئ؛ نظرا لارتفاع الأمواج التي تهاجم تلك المدن، حيث بلغ ارتفاع هذه الأمواج في زلزال اليابان الأخير 10 أمتار، وقد وصلت إلى مدينة هاوي الأمريكية. الزلازل والتسونامي وأرجع أسباب حدوث هذه الزلازل المدمرة والتي يصاحبها ظاهرة تسونامي إلى الوضع الحركي والتكتوني للمحيط الهادي، حيث يلتقي العديد من الصفائح التكتونية وتتصادم مع بعضها البعض، مسببة حدوث هذا النوع المدمر من الزلازل. وأفاد أن المحيط الهادي بوضعه الحركي والتكتوني يسمح بحدوث ظاهرة التسونامي، حيث يعتبر من المحيطات المفتوحة، وحدوث الزلازل على أعماق ليست عميقة نسيبا، مع وجود حركة رأسية تسمح باندفاع المياه بقوة كبيرة مما يساعد بشكل كبير في حدوث مثل هذه الظاهرة، حيث بلغت قوة الزلال 8.9 وعمقه 24 كم، ويبعد 130 كم من الشواطئ الشمالية لليابان، كما نود أن نشير هنا إلى التباين الواضح في تحديد قوة هذه الهزة بين المراكز الدولية المتخصصة، فقد تباين تحديد قوته ما بين 7.7، 7.9، 8.4، 8.8 وأخيرا 8.9، وهذا ليس بالأمر المستغرب، فعادة ما يحدث ذلك طبقا لقرب وبعد الهزة عن هذه المراكز والبرامج والمعادلات المستخدمة لقياس قوة الهزة، ويستلزم ذلك إجراء دراسات تفصيلية دقيقة لتحديد قوة الزلزال بشكل دقيق ومعرفة ميكانيكية حدوثه، لوضعه في الاعتبار عند تقييم المخاطر الزلزالية في المنطقة. دوران الأرض ورأى رئيس جمعية الفلك في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن المعلومات متضاربة حول إزاحة محور دوران الأرض بسبب الزلزال الذي ضرب اليابان الجمعة الماضية، فهناك معلومات تشير إلى أن محور الأرض تحرك 10 سنتيمترات، بينما توضح أرقام أخرى أنه تحرك بمقدار 25 سنتيمترا، وهذا الأمر لا يستند عليه علميا في ظل تضارب الأرقام، كما أن الزلازل السابقة التي حدثت في سومطرة عام 2004 وتشيلي 2010 لم تؤكد على أنها تسببت في تغير حقيقي في محور الأرض، وإن كان هناك تغير صغير. وأضاف «حتى يتم التأكد من تأثير الزلزال الأخير بصورة دقيقة على محور الأرض يجب عبر بيانات المراكز الزلزالية رصد حساب التأثير الذي حدث على دوران الأرض، والمتعلقة بطول اليوم والتغير في شكل الكوكب والتغير في القطب الشمالي، إضافة إلى التغيرات في المجال المغناطيسي، وهنا يجب أن نعرف بأن جميع الهزات التي تتعرض لها الكرة الأرضية لها تأثيرات ولكنها تكون في الغالب غير ملاحظة». وأشار المهندس أبو زاهرة إلى أنه حسب دراسة وكالة ناسا الفضائية في 2005، فإن طول اليوم قصر بمقدار 2.68 مايكروثانية، وهذا مقدار بسيط جدا ومحصلته زيادة في سرعة دوران الأرض حول نفسها، كما لوحظ أيضا أن شكل الأرض حصل فيه تغير طفيف بمقدار جزء واحد من 10 بليون. ولفت إلى أنه يمكن ملاحظة هذه التغيرات من خلال مراقبة ومتابعة الظواهر الفلكية، خصوصا أن المملكة ستشهد خسوفا كليا للقمر في 13 رجب المقبل، والذي يمكن من خلاله وغيره من الظواهر الفلكية ملاحظة أي تغيرات كبيرة في التوقيت، أما إذا كانت التغيرات طفيفة وهو المتوقع فلن تكون ملاحظة؛ لأنها ستكون أجزاء صغيرة جدا من الثانية. أبو زاهرة أكد أن الأرض تدور حول نفسها على محور يميل بدرجة 23.5، وهذا الميلان في محور الأرض هو السبب في تكون فصول السنة.