ضرب زلزال عنيف بقوة 8.9 درجات أمس شمالي شرق اليابان، ما أدى إلى اهتزاز المباني في طوكيو وتسبب بأمواج تسونامي بعلو 10 أمتار اجتاح سواحل سنداي على المحيط الهادئ. وأشارت وكالة «جي جي برس» الرسمية إلى سقوط قتيل أول شرقي طوكيو. وكانت وسائل الإعلام أشارت إلى «العديد من الجرحى»، في الوقت الذي أرسلت فيه وزارة الدفاع سفنا إلى المنطقة المنكوبة. وأفادت وسائل الإعلام أن المياه غمرت مدرج مطار سنداي (منطقة مياجي)، وضربت أمواج بعلو عدة أمتار مناطق أخرى من سواحل المحيط الهادئ. وأضافت وكالة «جي جي برس» أن موقف السيارات في منتجع ديزني (30 كلم شرقي طوكيو) غمرته المياه. ووقع حريق هائل في مصفاة للنفط في مدينة ايتشيهارا (منطقة طوكيو) إثر الزلزال. وأظهرت صور عرضها التلفزيون ألسنة النيران ترتفع في المجمع الصناعي الذي تديره شركة «كوزمو أويل»اليابانية. ووقع الزلزال وقوته 8.9 درجات، بحسب المعهد الجيوفيزيائي الأمريكي الذي قدرها ب 7.9 درجات في وقت سابق، على عمق 24.4 كلم، وعلى بعد مائة كلم تقريبا قبالة سواحل مياجي. وقالت مسؤولة في بلدية كوريهارا الأكثر تضررا في المنطقة: «لقد كان الاهتزاز عنيفا لدرجة أنه كان علينا التمسك بشيء ما لتفادي السقوط». وأضافت المسؤولة في اتصال هاتفي مع وسائل إعلام «لم نتمكن من مغادرة المبنى لأن الهزات لم تتوقف». وفي طوكيو التي تبعد 380 كلم، اهتزت ناطحات السحاب المبنية وفق معايير خاصة مقاومة للزلازل طويلا بعد الزلزال الذي استمر قرابة دقيقتين. وانهار سقف مبنى في وسط طوكيو حيث كان 600 طالب يشاركون في مراسم تخرج، ما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى، بحسب رجال الإطفاء ووسائل الإعلام. وداخل المكاتب والمنازل سقطت أغراض من على الرفوف، وأوقفت المصاعد تلقائيا في الوقت الذي هرع فيه ملايين الأشخاص إلى الشوارع. وأشير إلى اندلاع ست حرائق في العاصمة، حيث أفادت وسائل الإعلام عن سقوط العديد من الجرحى. وتوقفت الملاحة الجوية في مطار «ناريتا» على مشارف العاصمة (الأكبر في الأرخبيل)، حيث تقرر إخلاء المباني. وأوقفت قنوات التلفزيون البث لنقل مشاهد حية للمباني وهي تتمايل في طوكيو. وأصيب 20 شخصا على الأقل بجروح في أوساكي في منطقة مياجي (شمال شرق)، بعضهم بتساقط أغراض وآخرين علقوا تحت الأنقاض، بحسب وكالة كيودو نقلا عن رجال الإطفاء. وتواترت أنباء عن وقوع ستة حرائق على الأقل في العاصمة، حيث توقفت قطارات الأنفاق (المترو) وعلت صفارات الإنذار وهرع السكان من المباني. وتقع اليابان على «حزام النار في المحيط الهادئ» وفيها عدد من البراكين ويعتبر موقع طوكيو الجغرافي من الأكثر خطورة. وأضافت وكالة «كيودو» أن حركة النقل الجوي والبري والقطارات توقفت في قسم كبير من البلاد. وأوقفت حركة القطارات السريعة «شينكانسين» على الفور في كل أنحاء شمايل شرق الأرخبيل، كما أغلقت الطرقات السريعة في منطقة طوكيو بعد دقائق على وقوع الزلزال. وعلى الأثر تراجع سعر العملة الوطنية إلى 83.30 ين للدولار الأمريكي بالمقارنة مع 82.81 قبل وقوع الزلزال. وأصدر مركز مراقبة التسونامي في الولاياتالمتحدة إنذارا بوقوع تسونامي يشمل مجمل منطقة الهادئ تقريبا بما فيها أستراليا وجنوب القارة الأمريكية. وصدر إنذار بوقوع مد بحري أمس في أرخبيل جزر الكوريل الروسية، بحسب متحدثة باسم وزارة الأوضاع الطارئة في المنطقة. ويشمل الإنذار كل جزر الأرخبيل، بما فيها الجزر الأربعة في جنوبه والمتنازع عليها بين روسياواليابان. وكان مركز التسونامي في المحيط الهادئ أصدر إنذارا بوقوع تسونامي أمس في اليابانوروسيا والفلبين وجزر ماريان، حيث يتم إجلاء السكان. من جهتها، أصدرت السلطات الإندونيسية أمس إنذارا بوقوع مد بحري في شرق البلاد، لا سيما بابوازيا وجزر مولوكو. وكان مركز مراقبة التسونامي في المحيط الهادئ أعلن حالة إنذار في جزيرة غوام، تايوان، الفلبين، جزر مارشال، نورو، ميكرونيزيا، وهاواي. من جهتها أفادت وزارة الدفاع اليابانية أمس أن حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب شمال شرق البلاد وصلت إلى أكثر من ألف قتيل، فيما حذرت السلطات من ارتفاع نسبة الأشعة في مفاعل نووي في محافظة فوكوشيما شرقي البلاد، ونقلت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» عن وزارة الدفاع أن حوالي 1800 منزل قد دمر في منطقة ميناميسوما في محافظة فوكوشيما قرب ساحل المحيط الهادئ بفعل الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 درجات على مقياس رختر، ويعتبر الأقوى في تاريخ اليابان الحديث.