ساعات تفصلنا عن اللقاء الجماهيري بين الهلال والنصر في معترك كأس ولي العهد، الذي سيجري اليوم. الأجهزة الإدارية والفنية مستنفرة منذ أيام للإعداد لهذه المباراة، فالمواجهة فضلا عن كونها تؤهل الفائز لنهائي المسابقة، إلا أنها تحمل في طياتها تحديا خاصا يتجدد بين الغريمين، ويعطي أي لقاء أهمية خاصة تضاهي الفوز بالبطولة على الأقل بالنسبة لشريحة من جمهور الناديين، التي تعتبر أن الفوز على المنافس يرتقي إلى مستوى الإنجاز بغض النظر عن موقع الفريق على خارطة هذه المنافسة أو تلك، ورغم أن بعض المحللين يجتهدون في قراءة الأوضاع الفنية للفريقين وصولا لإعطاء أفضلية الفوز لهذا الفريق أو ذاك، إلا أن البعض الآخر يرون أن تاريخ لقاءات الفريقين برهنت على أن العوامل الفنية ليست هي الأكثر تأثيرا على مثل هذه المباريات، ويضع هؤلاء العامل النفسي المؤثر الرئيس في لقاءات (الديربي)؛ ولهذا نسمع دائما من نجوم الفريقين قبيل هذه اللقاءات عبارة (الأكثر تهيئة نفسية هو الأقدر على حسم اللقاء)، مع أنه لا يوجد في أنديتنا أخصائيون نفسيون لتهيئة اللاعبين لخوض مباريات من هذا النوع، فمن يا ترى يتولى هذه المهمة الصعبة؟ أعتقد أن المسألة متروكة غالبا لخبرة الجهازين الإداري والفني، وهؤلاء يصيبون مرات ويخطئون مثلها، صحيح أن بعض نجوم الفريقين يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع أجواء هذه المباريات الصاخبة، لكن ماذا عن اللاعبين الآخرين خصوصا الصغار منهم؟ وهنا أشير تحديدا لفريق النصر، حيث متوسط أعمار اللاعبين فيه أقل بكثير بالمقارنة مع الهلال، وخبرة بعض لاعبيه في لقاءات (الديربي) تبدو متواضعة للغاية، وهذا ما يجب أن يقلق بشأنه المعسكر النصراوي. وثمة عامل آخر مؤثر يعطي هذه المباراة التي ستقام يوم غد الخميس أهمية خاصة، وهو أن الفائز سيكون الأوفر حظا للفوز بكأس ولي العهد بحسب ترشيحات بعض المحللين، وهذا بدوره يلقي بظلاله على أجواء المباراة ويزيد من شحنها النفسي؛ فالنصر الذي فقد أية فرصة في الفوز بالدوري يتطلع لعبور هذه المحطة المفصلية ليصل إلى النهائي متطلعا للفوز بكأس ولي العهد؛ حتى لا يخرج من هذا الموسم خالي الوفاض، فيما الهلاليون الذين يوشكون على حسم بطولة الدوري لمصلحتهم يطمحون إلى الجمع بين بطولتي الدوري والكأس كما فعلوا غير مرة. الإعلام طبعا لاعب رئيس في مثل هذه المناسبات، وقد لاحظنا خلال الأيام الماضية أن الإعلام الهلالي ينشط بشكل مكثف في محاولة لشد عصب نجوم فريقه بعد المستويات المتواضعة التي ظهروا بها في المباريات الأخيرة، في الوقت ذاته الذي يحاول عبثا تخدير الفريق النصراوي بوسائل عفا عليها الزمن، ولا أظنها تنطلي على أحد. الأكيد هو أن ما حدث في مباراة الاتحاد والأهلي لن يتكرر، فمن سيقدم العرض الأفضل على أرض الملعب سيحقق الفوز، فما حدث بين قطبي جدة سيبقى حالة استثنائية. • بوصلة: وجود طاقم تحكيم أجنبي في هذه المباراة يريح الفريقين خصوصا الجانب النصراوي. [email protected]