لم يمض على مواطن سعودي قبض عليه في إحدى حملات الدهم التي نفذتها جوازات العاصمة المقدسة عشرة أيام داخل الترحيل، لينتهي به المطاف مرحلا إلى دولة نيجيريا عبر إدارة الترحيل في محافظة جدة. وكانت«عكاظ» نشرت في عددها أمس، خبر إيداع سعودي في الترحيل، واسمه وليد (26 عاما)، بعد أن تم ضبطه ضمن حملات ميدانية لجوازات العاصمة المقدسة. قصة معاناة ليست الأولى على مستوى العائلة، بل الثانية التي عاشت تفاصيلها أم وأخوة وليد، قال ل«عكاظ» شقيقه الأكبر محمد نور «في أحد الأيام تلقيت اتصالا من أمي تخبرني فيه بعدم عودة أخي وليد إلى المنزل بعد أن انتصف الليل، ما أثار استغرابنا! وبدأنا في رحلة بحث استمرت 21 يوما في المستشفيات، المصحات والسجون، علنا نجده، ولكن كانت الإجابة موحدة «الشخص غير موجود لدينا في السجلات». ويكمل القصة محمد «استمر البحث وفقا للإجراء الأمني، بعد أن تقدمنا ببلاغ إلى شرطة الكعكية، وخلال أيام الانتظار، تلقيت اتصالا من أحد العمال في الحي قبض عليه من إدارة الجوازات بسبب مخالفته لأنظمة العمل، وأبلغني بأن شقيقي «وليد» موجود في إدارة الترحيل في جدة، فتوجهنا إليهم وبالفعل وجدناه لدى القسم وأعد تقرير لإستلامه، وأغلق البحث وعدنا إلى مكةالمكرمة وأخي وليد برفقتنا». صمت محمد قليلا ثم أكمل «لم يمض شهران على هذه الحادثة حتى تكرر الموقف وغاب أخي عن المنزل، فساورنا الشك والخوف من تعرضه لمكروه أو أذى، وبدأت رحلت البحث من جديد على أقسام المستشفيات الحكومية والخاصة، عسى أن نجد طريقا يدل إليه، وانتهى بنا المطاف دون العثور على أثر». وأضاف «اقترح أخي الأصغر البحث عن وليد في إدارة الترحيل؛ متوهما أن يجده، وما كان مني إلا أن بادرته بالرفض القاطع؛ لاستبعادي حدوث ذلك مجددا، ولكن إصرار أخي دفعه إلى مراجعة إدارة الترحيل فكانت المفاجأة.. وجد صورة «وليد» تتصدر قائمة صور الأشخاص المقبوض عليهم والمتواجدين في إدارة الترحيل». بالأمس توجه محمد وشقيقه إسماعيل إلى إدارة الترحيل في جوازات جدة لاستعادة شقيقهما وليد؛ ولكن حسب قوله «كانت الصدمة عندما أبلغنا مدير إدارة الترحيل العقيد حسين الحارثي، بأن شقيقي رحل إلى نيجيريا يوم السادس والعشرين من هذا الشهر، أي بعد عشرة أيام من إلقاء القبض عليه في 16من شهر ربيع الأول، وأطلعنا على محاضر الضبط والترحيل»، ويضيف «طلب منا مدير إدارة الترحيل مراجعة الإدارة اليوم لمتابعة الموضوع». واستغرب محمد تكرار هذه القصة فقال «في المرة الأولى أرجعنا القبض على أخي وبقائه 21 يوميا داخل التوقيف إلى فرضية الخطأ، على الرغم من وجود بلاغ بحث معمم على جميع الأقسام والجهات المعنية؛ ولكن كيف تكرر الحال مرة ثانية» وتساءل:من هو المسؤول عن ترحيل أخي وليد إلى نيجيريا، وكيف حاله الآن في ظل إصابته بمرض نفسي ولا يستطيع الحديث أو العناية بنفسه». «عكاظ» اتصلت على المتحدث الرسمي في جوازات منطقة مكة الرائد محمد الحسين، وطرحت تساؤلات أسرة وليد، فطلب منا التريث إلى حين الاطلاع على كافة تفاصيل القضية».