يقولون آخر الطب الكي، وقد تكون أرامكو شركتنا العملاقة هي آخر الطب حين استدعيت لتقديم الحلول لمشروع حماية جدة من أخطار السيول، وهو المشروع الذي أصبح حالة مستحيلة فلا توجد شركة محلية لديها القدرة لتعالج المسألة، وإن ادعت القدرة فلن تنفذ، وفي ذيل هذا الخبر أن عشر شركات تختارها أرامكو لمعالجة المشكلة؟ المهم أن أرامكو ستحل مشكلة أخطار السيول، ولن تتعامل مع أي شركة ما لم تكن ذات تصنيف عالمي «يعني ما تلعب بذيلها، أو تسلم مشاريعها للباطن بربع قيمة المشروع». اعذروا انفعالي هنا فهذا الخبر استجاب في جانب منه لما طالبنا به من زمن طويل، وهو إيقاف التعامل مع شريكاتنا المحلية غير القادرة والمتهاونة، وغير المؤهلة، وجيئوا بشركات أجنبية لكل قطاعات العمل والخدمات، فمثال حال مشاريع جدة موجود في كل مشاريع المملكة العملاقة على اتساع المملكة، وكذلك في ترهل شركات الخدمات مثل قطاع الاتصالات، والكهرباء، والتأمين، وصيانة الطرق والسبب أن لدينا شركات نسيت خلق العمل، وخلق الإنجاز الصحيح، وأنهك بعضها الترهل فصارت شركات أخذ بدون عطاء. لماذا لا نأتي بشركات أجنبية عالمية، تحترم نفسها لكي نرقى بمستوى العمل، وخلق العمل، ونقضي على فساد الشركات المحلية ومحاولتها استقطاع نسب ضخمة من قيمة مشاريع التنمية بحيث أصبحنا مضرب المثل في ضخامة المبالغ التي تصرف على المشاريع، مع الحصول على أسوأ تنفيذ، لأنه لا هم للإعلام اليوم إلا مقارنة قيمة مشروع بالملايين بمثيله يرسى بأقل من نصف أو ثلث القيمة في بلد آخر، وتقدم أرقاما خيالية عن هذه المبالغة بمشاريعنا مما يشي بفساد في قطاعات الخدمات، والمقاولات. سيقول بعضكم إن الحل الذي أقدمه ليس حلا وطنيا، وأني أرفض أن تستلم شركاتنا المحلية المشاريع، وأقول نعم لأن شركاتنا لم ترق للمستوى الذي نريده إلا بهذا الحل حين تستجيب للواقع، والدليل مشاريع جدة في السنتين الأخيرتين، وما نشهده من خلل في نظم الدراسات، ونظم التنفيذ، وهذا العقاب الذي تستحقه شركاتنا المتهاونة بالعقود، والتي تطلب أضعاف التكلفة وهامش الربح بقيت لسنين تعمل من مقولة (اضرب واهرب) وشهدنا انهيار الطرق، والجسور، والتزيين الخارجي للمشاريع دون تأسيس صحيح بل إنك تجد في كثير من الأحيان مسؤولا مخلصا يرفض استلام مبنى، أو طريق فيفرض عليه الاستلام من الذي فوقه. هذا الأسلوب في مجاملة الشركات المحلية يجب أن ينتهي، وأن تخرج من العمل الشركات التي تعتمد على الواسطة ولا تقدم المشاريع بطموح الحكومة، والمجتمع وتسبب بعد ذلك فضائح التنفيذ بعد أن يراجع الناس الأرقام على عمل أنجز بأسوأ مواصفات فيكثر اللغط، والقيل والقال. في بلادنا اليوم عشرات الشركات التي أنجزت أعمالا لا ترقى لمستوى ما جنته من مال، وفي بلادنا عشرات الشركات التي تعثرت بالتنفيذ، وفشلت في استكمال أعمالها فصار من السوء أن نجاملها بصفتها وطنية، وهي تفضح فشلها بنفسها، أوقفوا التعامل مع هذه الشركات حتى تتعلم خلق العمل، ولا تكون بوابة لهدر المال العام بالمجاملة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة