رأى عميد كلية طب الأسنان واستشاري أمراض الفم وتراكيب الأسنان في جامعة أم القرى الدكتور محمد بن مصطفى بياري، أن توجه بعض الدول لمنع استخدام حشوة الأملغم هو إجراء احترازي لا يمكن تعميمه في كل الدول مقارنة بالمميزات الموجودة التي تتمتع بها مقارنة بالأنواع الأخرى. وأشار ل«عكاظ»، إلى أن عدم تطبيق الاحتياطات الواجب اتباعها لتقليل درجة التلوث وراء الجدل القائم في استخدام الأملغم، وخصوصا وأن درجة السمية تتوقف على عدة عوامل. واعتبر أن وجود عدة عوامل متداخلة من ضمنها الغذاء غير المتوازن وعدم الإلمام بالطرق السليمة لتنظيف الأسنان، والخوف من زيارة طبيب الأسنان، وافتقار المادة التوعوية العلمية الموثقة والاعتماد على ثقافة الإعلان في نشر التوعية من أهم مسببات انتشار «التسوس» بين أفراد المجتمع. وفيما يلي نص الحديث: • ما زال هناك جدل كبير في موضوع حشو الأملغم بأنه مسبب للسرطان، فما صحة ذلك؟ تعتبر حشوة الأملغم من أكثر المواد استخداما حتى الآن فى بعض الدول، وذلك لأسباب عديدة منها أنه يتميز بخصائص ميكانيكية عالية تجعلها تتحمل القوى المضغية، وكذلك يبقى فترة طويلة فى فم المريض بجانب رخص تكلفتها، ويوجد الكثير من الاختلاف والجدل بخصوص استخدام هذا النوع من الحشوات في الآونة الأخيرة، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن وجود مادة الزئبق بتركيبة الحشوة يمكن أن تؤثر على المريض والطبيب معا لأنها سرعان ما تتسرب خلال الجهاز التنفسى ومن ثم تتركز فى الجهاز العصبى والكليتين، وتسبب درجة من تسمم هذه الأنسجة، وتتوقف درجة الإصابة بالسمية على التكنيك المستخدم في الحشو وتكرار عدد الحشوات واستخدام الوسائل الوقائية من عدمها، وبالتالي تم حظر استخدام هذه المادة في بعض دول العالم. ولكن ما تم نشره سواء في الكتب أو الدوريات العلمية قد أشار إلى المشاكل التي هي ليس من شأنها أن توصى عالميا بوقف استخدامه لأن درجة السمية كما أشرت سابقا تتوقف على عوامل عدة، من أهمها أنه ليس كل من استخدم هذه الحشوة يصاب بنفس الدرجة، حيث أن هناك عوامل عدة يتوقف عليها الإصابة، من أهمها عدم تطبيق الاحتياطات الواجب اتباعها لتقليل درجة التلوث ومنها استخدام الكبسولات بدلا من البودرة والزئبق، وعدم الالتزام بوضع الكمامات، وكذلك عصر الحشوة بعد الخلط للتخلص من الزئبق الزائد، ومن هنا فإن الالتزام بالتوصيات الصادرة من بعض الهيئات لم تحظر استخدامه مباشرة، ولكن حسبما أشارت إليه بعض المؤتمرات العلمية فإن بعض الدول قد منعت استخدامها كإجراء احترازي لا يمكن تعميمه بأي حال نظرا للمميزات التى يتمتع بها من رخص الثمن مقارنة بأنواع الحشوات الأخرى وكذلك الخصائص الميكانيكية الجيدة التى يتمتع بها. تبييض الأسنان • ما هي المعايير الطبية المتبعة في تبييض الأسنان، حيث انتشرت مواد عديدة للتبييض في الصيدليات، وكيف ترون جدواها؟ هناك مواد لتبييض الأسنان لا بد أن تستخدم بواسطة الطبيب، ومواد أخرى في الأسواق يمكن أن يستخدمها المريض بنفسه، فالأسواق بها مواد فعلا لها فاعلية جيدة في هذا المجال، والمعايير الطبية المتبعة تختلف طبقا لحالة المريض من حيث كثافة الصبغة المتكونة والسبب المكون للصبغة وكذلك عمر المريض ومن الأفضل أن تتم هذه العملية تحت إشراف الطبيب حتى تتم السيطرة على بعض المشاكل. وهناك أنظمة مختلفة لعملية التبييض تعتمد في الأساس على مادة الهيدروجين بيروكسيد أو الكارباميد بيروكسيد مع أي عنصر من عناصر التنشيط مثل الحرارة أو الضوء، وهى عملية إما أن تكون داخلية ويسمى التبييض غير الحيوى أو يكون خارجيا ويسمى التبييض الحيوى، ويمكن للمريض أن يتم هذه العملية بنفسه أو تحت إشراف طبيب، والأفضل أن تكون تحت إشراف الطبيب حتى يمكن اتباع المعايير المطلوبة من وقت وتكنيك ورؤية ثاقبة للنتيجة المرجوة، كي يتجنب المريض بعض المخاطر مثل الحساسية التى يمكن أن تتكون وغيرها من الأشياء مثل الدرجة المثلى للتبييض التي تتفق وحالة المريض والتهابات الأنسجة اللثية المحيطة بالأسنان، وتجنب التأثير على درجة الصلابة وتقليل قوى الكسر للسن، وكذلك تقليل الاحتمال بتآكل عنق السن نظرا للتركيب الكيميائي للمواد المبيضة، كذلك يمكن بواسطة الطبيب الحكم على الوقت المناسب لإنهاء هذه العملية، كما أن الطبيب هو الذي يقرر أن الحالة يمكن أن تتحسن باستخدام هذه المواد أم لا، لأن هناك بعض الحالات التي لا تخضع لهذا النوع من العلاج. أسباب التسوس • 50 في المائة من أطفال المملكة يعانون من التسوس، ما أسباب ذلك، والحلول؟ حسب ما ذكر أخيرا ضمن الحملة الوطنية لوقاية الأسنان من التسوس، أوضحت الدراسات المحلية أن تسوس الأسنان من أكثر الأمراض انتشارا في المملكة، حيث بلغت ما يقارب 90 في المائة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل متداخلة من ضمنها الغذاء غير المتوازن وعدم الإلمام بالطرق السليمة لتنظيف الأسنان، والخوف من زيارة طبيب الأسنان، وافتقار الوسط الإعلامي إلى المادة التوعوية العلمية الموثقة والاعتماد على ثقافة الإعلان في نشر التوعية بين أفراد المجتمع. وللحد من انتشار التسوس يجب إعداد برامج توعوية في أجهزة الإعلام المختلفة، خصوصا التلفزيون للحفاظ على صحة الفم والوقاية من تسوس الأسنان، وإعداد برامج توعية مكثفة في المدارس تبدأ من مدارس أطفال الحضانات أي ما قبل سن المدرسة بالتعاون مع أولياء الأمور، على أن تشمل برامج التوعية الطرق المختلفة لمنع تسوس الأسنان. تنظيف الأسنان • معظم أفراد المجتمع يهملون تنظيف الأسنان، من الناحية الطبية، كم عدد مرات تنظيف الأسنان التي يجب أن يتبعها الشخص يوميا؟ يجب تنظيف الفم باستخدام الفرشاة والمعجون مرتين يوميا للأشخاص العاديين، وثلاث مرات بالنسبة لأولئك الذين لديهم قابلية كبيرة لتسوس الأسنان، ويجب الحرص على تفريش الأسنان جيدا، أي إزالة البلاك تماما، وذلك لأنه المسبب الرئيسي لتسوس الأسنان والتهابات اللثة، ومن الفوائد الأخرى لتفريش الأسنان أنه يعمل كمساج للثة ويجدد حيويتها، وإعطاء رائحة جيدة للفم، وتفريش الأسنان قبل النوم ضروري، لأنه أثناء النوم يقل اللعاب فيزيد تركيز الحامض الناتج من تخمر بقايا الكربوهيدرات وخاصة السكريات بواسطة أنواع من البكتريا المتراكمة على الأسنان (البلاك)، ويعمل الحامض على إذابة السن أي بداية التسوس، وأيضا أثناء النوم تقل الحركة بالفم (حركة اللسان والخد) وهذه عوامل طبيعية لتنظيف الفم، ومن الضروري تنظيف اللسان أيضا أثناء تفريش الأسنان وذلك لإزالة البكتريا المتراكمة عليه، ويجب استخدام أي من معاجين الأسنان التى تحتوى على الفلورايد, وذلك لأن الفلورايد يزيد صلابة الطبقة الخارجية للأسنان أى يزيد مقاومة الأسنان للتسوس.