كنت أعتقد ولفترة طويلة أن مجلس الشورى ما هو إلا «مجلس تشريعي» قادر على جلب أية وزارة ومساءلتها، بل ومحاسبتها بقوة السلطة التي يمتلكها مجلس الشورى، وأن أعضاء المجلس لديهم السلطة للاطلاع على أوراق أية وزارة، والبحث فيها دون إذن مسبق من الوزارة، بحكم أن الوزارات والمؤسسات سلطة تنفيذية فيما عضو مجلس الشورى سلطة تشريعية. هذا الاعتقاد القديم اكتشفت أنه خاطئ ولا دخل له بما يحدث بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية أو ما كنت أعتقد أنها تشريعية. ففي آخر جلسة «الاثنين الماضي» هاجم أعضاء في مجلس الشورى المؤسسة العامة للتقاعد، وكانت الجلسة لمناقشة التقرير السنوي الذي قدمته لجنة الإدارة والموارد البشرية في مجلس الشورى. أحد الأعضاء وفي مداخلته طالب بأهمية أن تقوم المؤسسة بتحديث نظامها لمواكبة المستجدات التي طرأت على الصعيدين المالي والاجتماعي خلال هذه السنوات. عضو ثان أشار إلى أن المؤسسة تمر بأزمة في مشروع مركز الملك عبد الله المالي، والسبب أنه لم يتم إنجاز سوى 5% منه. عضو ثالث دعا إلى ضرورة تأمين معاشات المتقاعدين من المخاطر الاستثمارية، وألا يتأثر صرف المعاشات في ظل الزيادة المطردة في أعداد المتقاعدين كل عام. عضو رابع أكد في مداخلته أن تقرير مؤسسة التقاعد غير واضح في ما يخص استثمارات المؤسسة التي لم توضح العوائد الاستثمارية من تلك المشاريع، معلنا أن المؤسسة لديها استثمارات تقدر ب 50 بليون ريال في الداخل والخارج، لكن مجلس الشورى لا يعلم عنها شيئا، وتساءل في نهاية مداخلته عن نظام التقاعد المدني والعسكري الذي رفع منذ عام 1430ه ، ولم يصدر حتى الآن ؟ واتفق الكثير من الأعضاء على أهمية أن تفصح المؤسسة عن حجم استثماراتها وأنشطتها في خارج المملكة، بمعنى أن مجلس الشورى لا يعرف شيئا عن هذا الأمر ولا هي المؤسسة «السلطة التنفيذية» زودت السلطة التشريعية بأية معلومة. هذه الجلسة بدت لي وكأني أمام عدة صحف، والأعضاء ما هم إلا كتاب مقالات في الصحف، يهاجمون المؤسسة بمقالاتهم ويطالبونها بمزيد من الشفافية، لأن المؤسسة لا تسمح لأي كاتب بالاطلاع على الأعمال التي تقوم بها، فقط تزودهم بالمعلومات دون أن يستطيع الكاتب معرفة دقة هذه المعلومات.. قلت : كان لدي اعتقاد خاطئ حول مجلس الشورى، ولأني أخطأت في حقهم وجب الاعتذار من الأعضاء جميعا، وإلى أن ينتزع المجلس مزيدا من الصلاحيات، أتمنى منهم قبول اعتذاري، إذ لم أنتبه أنهم مثلنا نحن كتاب المقالات لا يسمح لنا بالاطلاع على أسرار المؤسسة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة