عندما يطرح الألبوم السنوي للراحل طلال مداح الأسبوع مابعد المقبل سنجد أنفسنا ملتقين مع عدة أعمال تمنينا لو استمعنا إليها في يومها وأثناء تناول الإعلام نية طرحها وعلى هذا الأساس سنجد أمامنا واحدة من أهم ما أعلن عن طرحه منذ عشرين عاما ولم يطرح مثل أغنية «منك يا هاجر دائي وبكفيك دوائي» والتي هي بمثابة التعاون الثاني بين طلالنا وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب رحمهما الله من أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي.. ولهذه الأغنية قصة أهم الجوانب فيها تلك التي عشتها مع طلال وفحواها أنه رحمه الله كان فرحا جدا بهذا العمل الذي سيجمعه للمرة الثانية مع موسيقار الأجيال.. كان ذلك في بداية التسعينات الميلادية على أن يتم التعامل معها وطرحها فورا، ومن مظاهر فرح طلال بالعمل أنه حفظه بشكل أكثر من جيد وكان يغنيه في مجالسنا بشكل كبير، وأجمل تلك الأمسيات التي ردد فيها طلال العمل.. الأمسية التي دعانا إليها زميل مشواره ودربه الراحل لطفي زيني في منزله وكانت ليلة احتفى فيها لطفي رحمه الله بطلال ويوسف شعبان ضيف جدة أيامها وجلال أبو زيد وكثيرين من أبناء الوسطين الفني والإعلامي، يومها كان طلال أبدعها غناء «ياهاجر» مؤكدا لنا أنه سيغنيها قريبا في الاستوديو تحت إشراف عبد الوهاب لتكون تجربته الثانية بعد عملهما المشترك في الستينيات الميلادية من كلمات فتى الشاطئ «ماذا أقول» التي صاحبها وصاحب طرحها الكثير من المشكلات الإنتاجية التي استطاع نجاح الأغنية الكاسح تجاوزها.. كانت المشكلة يومها أن طلال مداح أراد طرحها اسطوانة مع لطفي زيني هنا وتقديمها قبل ذلك كأغنية إذاعية تدعم موقفه يومها لتثبيت أقدامه في ساحة الفن السعودي إلى جانب ربط اسمه باسم موسيقار الأجيال يومها والذي كان يريد أن يطرح الأغنية من خلال شركته للإنتاج الفني «صوت الحب» مع شركائه للاستفادة من ما سيدخله صوت طلال لجمهور جديد السعودي والخليجي إضافة إلى جمهور الوطن العربي ولأن موضوع التعطيل تكرر أيضا في التعاون الثاني كاد هذا العمل أن يوأد جنينا حيث كان عبد الوهاب يود طرحه من شركته أيضا لكن صادف أن طلال مداح كان قد وقع مع شركة فنون الجزيرة ولا يمكنه طرح أعماله في غيرها، وبالفعل كادت أن تكون الأغنية ضحية الإنتاج وتفرعات اشتراطاته، لكن وبعد رحيل الاثنين عبد الوهاب وطلال تطرح الأغنية على شكل جلسة في إحدى تسجيلات طلال الجانبية للأغنية مع تطوير وإضافة آلات، وقتا جميلا مع سماعها، وهي نفس الأغنية التي سبق أن قدمها عبد الوهاب اسطوانة بصوته وهو مادون العشرين من عمره في بدايات القرن العشرين.. كما أن هذا الألبوم ستكون بعض أغنياته بحكم المفاجأة على محبي فن طلال مداح حيث يضم أغنية نجاة الشهيرة بألحان عبد الوهاب: «متى ستعرف كم أهواك يا أملا .. أبيع من أجله الدنيا وما فيها» لنزار قباني.. وأغنيتي طلال الشهيرتين من ألحان محمد الموجي «ضايع في المحبة،، لي طلب عندك حبيبي» من كلمات بدر بن عبد المحسن إلى جانب تسجيل جلسة لأغنيات أحرجتني، ماني بنام، أغراب، ليه يادنيا.. وأخيرا أغنية عبد الله محمد من أشعار أحمد عسيري «يا قمر فوق الروابي». فاصلة ثلاثية: قال فيلسوف الصين العظيم كونفوشيوس: لم أر بعد شخصا يحب الفضيلة بقدر ما يحب جمال الجسد. وقال تيوفراستوس: الجمال خداع أبكم. وتقول الحكمة العبرية: لا تنظر إلى الإبريق، بل انظر إلى ما فيه.