.. بعد العودة من الحدود والوصول إلى سرت وبعد الإقامة في الضيافة الجماهيرية، نمنا، وفي صباح اليوم العاشر وبعد أن تناولنا طعام الإفطار، أخبرونا أنه حان موعدنا للقاء القذافي، استعددنا بأسئلتنا وآلة تصويرنا، وذهبنا مع المرافقين الذين تغيروا بالكامل هذه المرة، أقلتنا سيارة ليموزين سوداء جدا من المقر الرسمي للقيادة باتجاه الجنوب، كانت سيارة الليموزين من نوع فولفو ولها أبواب لا عد ولا حصر لها، طويلة أكثر من غيرها بكثير، وبعد أن مشينا أكثر من 50 كيلو توقفت سيارة الليموزين بجوار سيارة جيب رباعي وأوكلت لها استكمال هذه المهمة، بعد 10 كيلو مترات لاحت لنا في الأفق 5 خيام، الوسطى كبيرة والأربع الأخيرة أقل حجما.. .. وصلنا إلى الخيام وبدأت رحلة الانتظار بين رمال الصحراء والشمس القريبة جدا من الأرض، كان المنتظرون معنا وزراء ورؤساء وزراء دول أفريقية، أطباء وحرس الزعيم القذافي، مضيفين من مدينتي سرت وسبها يرتبطون بشكل جذري بقبيلة الزعيم انتظرنا وانتظرنا ومرت الساعات حتى لاحت الساعة الرابعة عصرا ولاحت طائرة عمودية في الأفق ترافقها طائرة أخرى للحراسة، وصل القذافي أخيرا، انتظرنا أن يدعونا للحوار ولكن دعونا للغداء، مر الغداء سريعا وفي الخامسة والنصف دعونا للحوار على أن يكون لمدة ساعة واحدة فقط، ولكن هذا الحوار استمر أكثر من 3 ساعات حتى غابت الشمس وأشعلت النيران على أبواب الخيمة التي احتوت أثاثا بسيطا ووجوها معتادة ولكن إجابات القذافي كانت مفاجئة لنا. حين هاجم صدام حسين وجمال عبد الناصر. حين أشاد تماما بالمملكة. حين اعتبر توني بلير في نظريته الثالثة امتداداً لنظرية الكتاب الأخضر. وقبيل انتهاء الحوار أشار إلى أن أجهزة قار يونس الكهربائية وقال انها أكثر دقة من كل الأجهزة اليابانية، انتهى الحوار وودعنا، انتهى الحوار ولكن صورة ليبيا لا زالت في الذاكرة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة