لوح وزراء الخارجية العرب في قرار اعتمدوه أمس بدعم «فرض حظر جوي على ليبيا»، رافضين في الوقت ذاته «كافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا»، مشددين على «الالتزام بالمحافظة على الوحدة الوطنية للشعب الليبي وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه». ورأس وفد المملكة في دورة الوزاري العربي في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة صاحب السمو الملكي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ومشاركة عدد من وزراء الخارجية العرب في كل من مصر، الكويت، قطر، الأردن، فلسطين، الجزائر، موريتانيا، وممثلين عرب لدولهم. ونص القرار، على «استمرار التشاور حول أنجع السبل لحماية وضمان سلامة وأمن المواطنين الليبيين بما في ذلك الالتجاء إلى فرض الحظر الجوي والتنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي في هذا الشأن». وأكد الوزراء أن اللجوء المحتمل إلى هذا الإجراء يرجع إلى أن «الدول العربية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يتعرض له الشعب الليبي الشقيق من سفك للدماء». وشددوا على «التنديد بالجرائم المرتكبة ضد التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الجارية في العديد من المدن الليبية والعاصمة طرابلس من جانب السلطات الليبية والتعبير عن الاستنكار الشديد لأعمال العنف ضد المدنيين والتي لا يمكن قبولها أو تبريرها وبصفة خاصة تجنيد مرتزقة أجانب واستخدام الرصاص الحي والأسلحة الثقيلة في مواجهة المتظاهرين والتي تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي». وأضاف القرار أن الوزراء «يدعون مجددا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف بكافة أشكالها والاحتكام إلى الحوار والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب الليبي واحترام حقه في حرية التعبير عن الرأي وذلك حقنا للدماء وحفاظا على وحدة الأراضي الليبية والسلم الأهلي». وقال دبلوماسيون شاركوا في الاجتماعات إن «المواقف العربية تباينت خلال المناقشات إذ طالبت بعض الدول العربية بتعامل حازم مع الأزمة معتبرة أن الموقف الدولي حتى الآن أكثر حزما من الموقف العربي». وأضافوا أن «عدة اقتراحات نوقشت من بينها ضرورة فرض حصار جوي على النظام الليبي والنظر في تجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية». وكان وزراء الخارجية العرب بدأوا اجتماعهم بالوقوف دقيقة «حدادا على شهداء» الانتفاضات العربية بناء على دعوة من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الذي ترأس الدورة السابقة للمجلس الوزاري العربي. لكن وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، الذي تشهد بلاده تظاهرات قتل فيها شخص على الأقل تدعو إلى تحسين الظروف المعيشية ووقف «الفساد الحكومي»، دعا إلى «عدم التغاضي عن أي تدخلات خارجية لتغيير مسار الانتفاضات الشعبية العربية»، التي وصفها ب «زلزال بشري مجيد». هذا والتقى وزير الخارجية سعود الفيصل القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في جمهورية مصر العربية المشير حسين طنطاوى. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية المؤثرة داخل مصر ودور المملكة فى المساهمة لاجتياز مصر للظروف الراهنة وعودة الاستقرار. وأكد وزير الخارجية في تصريح له عقب اللقاء تقدير المملكة حكومة وشعبا للقوات المسلحة المصرية على أدائها فى إدارة الأحداث الحالية فى مصر وتداعياتها، متمنيا لها التوفيق فى الفترة المقبلة.