حمدا لله على سلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائد المسيرة المباركة وملك الإنسانية، بعد رحلة علاجية لهجت خلالها القلوب قبل الألسن بالابتهال والدعاء لخادم الحرمين الشريفين بالشفاء العاجل والعودة لأرض الوطن سالما معافى، وأن يجمع الله له بين الشفاء والأجر والصحة والثواب، فطهور إن شاء الله يا خادم الحرمين، ولا باس عليك، وأذهب الله عنك ما ألمك، وأقر أعيننا بصحتك وعافيتك. فكم هي تلك السعادة الغامرة التي ملأت القلوب، وأثلجت الصدور، وابتسمت معها نفوس أبناء هذا الوطن المعطاء ووافديه رجالا ونساء، صغارا وكبارا الذين ملك قلوبهم بروحه الكريمة ونفسه السخية وإخلاصه الوفي وحبه الصادق للوطن والمواطن، كما يظهر ذلك جليا في أحاديثه وبين جنبات خطاباته التي تغزو القلوب وتأسر الأفئدة بمضامينها الصادقة المخلصة التي لا تعرف الأنا والاستعلاء بل سيطر عليه هم واحد هو حب هذا الوطن، والتفاني في خدمة دينه والسعي لرقي شعبه وتحقيق الرفاهية لهم، بل وللإنسانية جمعاء، فمرحبا بك يا خادم الحرمين الشريفين بين شعبك وأبنائك، وحق لنا أن نفرح بقدومك فقد جمعت في شخصك الكريم كل خصال الخير والحكمة والاعتدال والشجاعة، وكرست حياتك لخدمة الدين والوطن حتى كان عهدك بحق عهد الخير والنماء والبذل والعطاء، وأصبحت بلادنا أنموذجا فريدا في نهضتها الحضارية في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أمن واستقرار ورغد عيش. وما إيمان خادم الحرمين الشريفين بأهمية الاستثمار الحقيقي الفاعل في المواطن من حيث بنائه وتسليحه بالعلم إلا صواب في الرؤية وسداد في الرأي واستشراف لمستقبل زاهر منطلقا من أهمية هذا الجانب، ودوره الحقيقي في الرقي الحضاري، فكان هذا التوسع العظيم في منظومة الجامعات السعودية حتى شملت جميع مناطق المملكة، وحظيت بالنصيب الوافر من الميزانية المالية العامة للدولة، فتوسعت في كلياتها المختلفة وأقسامها العلمية المتعددة، وكان لكليات الشريعة نصيبها في ذلك؛ حيث صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء العديد من كليات الشريعة في الجامعات الحديثة؛ إدراكا منه لأهمية العلم الشرعي، وحاجة الناس الماسة إليه في معرفة أمور دينهم ودنياهم، وضرورة تأهيل المتخصصين في المجالات الشرعية، وما تتميز به المملكة من تطبيق الشريعة الإسلامية حتى استطاعت هذه الكليات بفضل الله أن تسهم في تخريج الكوادر العلمية المؤهلة التي ساهمت في خدمة الدين والوطن في مجالات عديدة من القضاء والإفتاء والتعلم والتحقيق والدعوة والاستشارات الشرعية وغيرها؛ لتكون حلقة في منظومة زميلاتها من كليات العطاء في جامعاتنا المباركة، وفي ظل الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين. فمرحبا بك يا خادم الحرمين، وحمدا لله على سلامتك، وأمد الله في عمرك، وأسبغ عليك لباس الصحة والعافية . د. صالح بن أحمد الوشيل عميد كلية الشريعة