تفاعل الشباب السعودي في الجانب التطوعي أخيرا بشكل بارز كسب خلاله إعجاب المتابعين، وسجل حضورا جليا خلال المواقف التي مرت بها محافظة جدة جراء السيول. حيث لجأ هؤلاء الشباب إلى تنظيم حملات تطوعية على مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت التخطيط للعمل التطوعي وجمع الأفراد وتحديد الأوليات والمستلزمات ومواقع التجمع. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي بروز حملات تطوعية شبابية حيث أنشأ الشباب على موقع «الفيس بوك» مثلا عددا من الصفحات بهدف التطوع جمعت من خلاله آلاف الأعضاء مثل موقع «أصدقاء العمل التطوعي» الذي يبلغ عدد أعضائه 22.700 متطوع بنهاية الأسبوع الماضي، كما أن هناك عددا من الصفحات الأخرى على موقع «التويتر» تسعى لذات الهدف، لقيت استحسان آلاف الشباب السعودي، والملاحظ أن هؤلاء الشباب من الجنسين ومن كافة مناطق المملكة وبجنسيات متعدد من المواطنين والمقيمين. ويقول الشاب حسين مريع من جازان في أحد مواقع حملات التطوع على «الفيس بوك» أنه لجأ للتسجيل في هذا المواقع لأن لديه الرغبة والاستعداد للعمل التطوعي في مدينة جدة. ولم تخل هذه الصفحات الإلكترونية من الجهات التطوعية، حيث تواجد على هذه الصفحات عدد من الجهات الرسمية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي عملت على الدعوة لبرامجها التطوعية ومواعيدها وتنظيماتها، وكذلك جمعيات أخيرية أخرى وجدت في هذه المواقع ضالتها في الوصول إلى للشباب المتحمس للعمل التطوعي. زهير مشاط رئيس قسم الحاسب الآلي في إدارة التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة علق «مواقع التواصل الاجتماعي تم نشرها على أنها صفحات للتواصل الشخصي والتفاعل بين الأفراد ولكن ما لبثت أن تحولت إلى مراكز تجمع وفق أهداف ورؤى معينة"، ويضيف «من هذه الأهداف استغلالها في نشر ثقافة العمل التطوعي والتجهيز له، لذلك استقطبت مجموعات غير متوقعة من الشباب في وقت قصير ونظمت تجمعهم وتفاعلهم مع مجتمعهم وتقديم خدماتهم بالشكل المؤسساتي». ويزيد في رده عن آلية إنشاء مثل هذه الصفحات «هناك العديد من الشركات التي تقدم هذه الخدمة كالفيسبوك والتويتر والنتلوغ وغيرها وهي مجانية وإنشاء الصفحة يكون بسهولة شديدة مقارنة بتصميم المواقع الإلكترونية التقليدية والمدونات والمنتديات، وهي بهذه التسهيلات تسعى لتحقيق أكبر عدد ممكن من العملاء». نوع من التغيير ويرى الباحث في مجال الخدمات الإلكترونية عبدالرحمن العطاس أن الإنترنت دخلت أخيرا على خط التطوع كواحد من عوامل المساعدة وكرافعة مهمة بالنظر إلى انتشار «الحوسبة» كأحد المظاهر المهمة لنهضة المجتمع، حيث توفر بعض الجهات خدمات تطوعية إلكترونية لذلك انتشرت بعض المواقع الشخصية التي تحاول نشر فكرة التطوع عموما، وقال «تحاول هذه المواقع تعريف التطوع وتفسيره والحث عليه والدعوة إليه باعتباره مطلبا دينيا وإنسانيا ووطنيا»، وأضاف «من الملاحظ أن البعض يمارس التطوعي في المجال الإلكتروني باعتبارها موضة العصر، يمثل نوعا من التغيير في الدعوة إلى العمل التطوعي». ويرى العطاس أن الدعوة للتطوع عبر مواقع الإنترنت يمكن من خلالها تكوين قاعدة بيانات للمتطوعين، ومعرفة ميول الشباب نحو العمل التطوعي، وكقاعدة بيانات بالاحتياجات المطلوبة في العمل التطوعي، كما تساعد على بناء خبرات المتطوعين وتشجيع دورهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يحتاجها المجتمع، كما أن هذه المواقع تسمح للمتطوعين تنمية قدراتهم وتتيح لهم الفرصة لتبادل الآراء والخبرات وطرح الأفكار الإنمائية لتطوير العمل التطوعي.