رفضت المعارضة البحرينية أمس عرض الحوار الذي تقدمت به السلطات، مطالبة باستقالة الحكومة وانسحاب الجيش من شوارع المنامة قبل أي حوار، وذلك بعد مقتل ستة متظاهرين وإصابة العشرات بجروح منذ بدء التظاهرات المطالبة بالإصلاح في البلاد. واشترط رئيس كتلة جمعية الوفاق عبد الجليل خليل إبراهيم استقالة الحكومة وانسحاب القوات المسلحة من شوارع المنامة للاستجابة لعرض الحوار الذي تقدم به الأمس ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وقال إبراهيم رئيس كتلة الوفاق البرلمانية إنه «لا بد للحكومة أن تستقيل والجيش أن ينسحب من شوارع العاصمة حتى يتم التفكير في الحوار»، مضيفا «لا نرى لغة حوار بل لغة أخرى على الأرض». وكان الجيش قد تصدى الجمعة لمعتصمين كانوا يحاولون إعادة إحياء اعتصامهم في دوار اللؤلؤة في المنامة، ما أسفر عن إصابة العشرات بجروح، وسمع إطلاق النار في الوقت الذي تحدث فيه ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عبر التلفزيون الرسمي، مؤكدا أن حوارا وطنيا سيبدأ حالما يعم الهدوء. وتعهد ولي العهد ببحث «أي مشكلات ضمن حوار جماعي في البحرين تشارك فيه جميع الأطراف». وقال «أنا لا أفرق بين أي مواطن، لكن ما يحدث الآن غير مقبول.. البحرين لم تكن في يوم دولة بوليسية»، مضيفا أن «البحرين أصبحت اليوم منقسمة، وهذا ما لا يمكن القبول به». وفي أعقاب مداخلة ولي العهد، أعلن التلفزيون الرسمي أن العاهل البحريني كلف ولي العهد «بالحوار مع جميع الأطراف والفئات في البلاد دون استثناء، وأعطيناه جميع الصلاحيات اللازمة لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو إليها المواطنون الكرام بكافة أطيافهم». وناشد الملك، بحسب بيان قرأه التلفزيون، الأطراف «التعاون بمحبة وإخلاص» مع ولي العهد. واعتبر رئيس كتلة جمعية الوفاق أن «هذا العرض للحوار ليس جديا»، مضيفا «لا بد من خطوات تصحيحية جدية وصادقة تتلاءم مع الوضع الحالي». هذا وقالت حكومة البحرين أمس إنها بدأت حوارا مع الجماعات المعارضة المطالبة بالإصلاح. وقالت هيئة شؤون الإعلام في رسالة على موقع تويتر إن عملية حوار في البحرين قد بدأت بين ولي العهد والجماعات السياسية. ولم تعط مزيدا من التفاصيل. واس - الرياض أكد مصدر مسؤول بأن المملكة تتابع باهتمام تطور الأوضاع في المملكة البحرينية الشقيقة، وفي ذات الوقت تأمل أن يعود الهدوء والاستقرار في ربوعها في ظل قيادتها الحكيمة. وأضاف المصدر في تصريح له أمس أن المملكة تناشد الأشقاء من الشعب البحريني تحكيم العقل في طرح رؤاهم، وقبول ما طرحته حكومة البحرين، كما تؤكد حكومة المملكة رفضها المطلق لأي تدخل أجنبي في شؤون دولة البحرين الداخلية من أية جهة كانت. فشعب البحرين الشقيق وحكومته أحرص من الغير على وطنهم واستقراره وأمنه. وأن المملكة تقف بكل إمكاناتها خلف دولة وشعب البحرين الشقيق.