يلعب النجم ليناردو ديكابريو في أحدث أفلامه المرشحة للأوسكار Inception «بداية» من إخراج كريستوفر نولان، دور «كوب» اللص الماهر الذي يستطيع سرقة الأسرار الثمينة من أعماق اللاوعي أثناء حالة الحلم والتي يكون فيها العقل أكثر ضعفا في نشاطه، الأمر الذي جعل منه لصا مرغوب التعامل معه من قبل شركات معروفة بغرض التجسس على غيرها، وبالرغم من دقة خطته واستحالة اكتشافها إلا أن اللاوعي هو فقط قادر على إفساد مخططاته في حالة إذا سار عكس تياره، ديكابريو يدرك مدى قوة اللاوعي على قلب الحلم إلى كابوس مؤلم، ببساطة لأن هذا ما حصل له فمشهد انتحار زوجته أدى إلى تخزينه في اللاوعي لديه وجعلها تظهر في كل حلم يخترقه مما يؤدي إلى إفساد مهمته حياة سماء الفانيلا سبق وأكد فيلم Vanilla Sky «سماء الفانيلا» للمخرج كاميون كرو عام 2001 نفس هذه النقطة حيث يتعرض توم كروز في الفيلم إلى حادث مروع بسيارة كاميرون دياز «جولي جياني» أودى بحياتها وجعل منه مشوه الوجه إضافة إلى إصابته بعدة كسور، وبعد محاولات علاجية عدة باءت جميعها بالفشل لجأ من ألامه ويأسه إلى شركة تقدم خدمة تسمى بالحلم الواقعي شروطها تنحصر في أن يختار الحلم الذي يرغب أن يعيشه مدى الحياة، ثم يقوم بالانتحار ويقدم جسده ليتم تجميده. و«سماء الفانيلا» هي أساسا لوحة للفنان الفرنسي كلود مونيه والتي أختارها «دايفيد» توم كروز ليعيش داخلها مع الجميلة صوفيا «بينلوبي كروز» ولكن اللاوعي حول الحلم الواقعي إلى كابوس مؤلم يعيشه مدى الحياة، فكان يرى وجهه تارة مشوها وتارة جميلا، غير أن بينولوبي تتحول إلى كاميرون دياز والتي يعلم أنها قد ماتت في الحادث ويجن جنونه فيطلب الإفاقة من الحلم ليعود إلى الواقع. الحل الفيلمان يرمزان إلى أن الإنسان لن يعيش سعيدا طالما هناك ذكريات مؤلمة كافية بأن تعذب روحه، والتغاضي عنها قد يؤدي بنتيجة مؤقتة، لأن اللاوعي سيظهرها في الأحلام حين تضعف قوة الإنسان عن مقاومتها، الحل الوحيد هو مواجهتها ونحن مستيقظون وتقبل ألمها حتى لا تصبح هاجسا يهدد استقرار حياتنا.